سطح الأرض ، وقلما تطال هذه التلوثات الاغصان المرتفعة كثيراً.
نقطة مهمة في مجال المعرفة
من دروس المعرفة الإلهيّة التي ننتقيها هنا هي أنَّ الأرض تجذب المياه التي تعلو سطحها وتمتصها إلى أدنى مستوى ممكن أي نهاية القشرة ، وهذا قانون عام ، لكن المدهش هنا هو أنَّ الأشجار تجتذب الماء الذي في حواليها وتحول دون نفوذ المياه إلى الطبقات السفلى من قشرة الأرض ليتحول إلى مياه جوفية. فالاشجار بايصالها الماء إلى الغصون والاوراق مهما علت تعمل عكس تيار جاذبية الأرض ، وعملها يشبه مضخة الماء الضخمة التي قد تمد غابة كثيفة باطنان كثيرة من الماء لكن من دون صوت وعكس اتجاه الجاذبية الأرضية.
وهل غير الله القادر يستطيع أن يفعل هكذا؟!
في النهاية نقول : إنّ ثالث خاصية للشجرة الطيبة هو احتواؤها على أغصان مرتفعة جداً تفيد من الهواء النقي المرتفع عن سطح الأرض كما تفيد من نور الشمس بشكل أفضل ، وهي أخيراً في مأمن من تلوّثات الهواء في الطبقات الدنيا من جو الأرض.
٤ ـ «بإذْنِ رَبِّهَا» الخاصية الاخيرة لهذه الشجرة هي أنَّها رغم كون ثمارها تنضج في جميع الفصول ، إلّا أنَّها تنمو وتعمل حسب قوانين الطبيعة ولا تشذّ عنها ، وهي مطيعة لهذه السنن التي جعلها الله تعالى. إن هذا الأمر لم يختص بأمثال هذه الشجرة ، بل جميع ما في الطبيعة خاضع وخاشع له : (وَلَهُ أسْلَمَ من فِي السّمَاوَاتِ والأرْضِ) (١)
(وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيْثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيْثَةٍ) إنّ لهذه الشجرة الخبيثة خاصيتين :
١ ـ «اجتُثَّتْ مِنْ فَوقِ الأرْضِ» أي أنَّها عكس الطيبة ذات الجذور الثابتة والمحكمة في الأرض ، فجذور الخبيثة مقتلعة من الأرض ولا تستطيع هذه الجذور الحفاظ على الشجرة من الطوفان والسيول والاعصار ، فهي مجتثة الجذور.
٢ ـ «مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ» أي لاثبات لها ويطرأ عليها التزلزل لأدنى ريح عاصف.
__________________
(١) آل عمران : ٨٣.