المثل الثامن والعشرون :
المؤمن والمشرك
يقارن الله في الآية ٧٦ من سورة النحل بين المشرك والمؤمن ويقول :
(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أحَدُهُمَا أَبْكَمْ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَولَيهُ أيْنَمَا يُوَجِّهَهُ لَا يَأتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَويَ هُوَ وَمَنْ يَأمُرُ بِالعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ)
تصوير البحث
عنت الآية بالمقارنة بين الإنسان المؤمن والإنسان المشرك ، وقد قارنت الآية بين الاثنين بمثل جميل ودقيق بحيث لا يمكن إثره انكار الفوارق بين الإنسانين ، وبخاصة إذا لاحظنا الصفات التي ذكرت للمشرك في الآية ، فانَّ ملاحظتها يفرض علينا القول بعدم امكانية المقارنة بينهما لشدة الاختلاف في هذه الصفات.
الشرح والتفسير
(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ) في هذا المثل قارن الله بين شخصين الأوّل وهو المشرك يحمل الصفات الخمس التالية :
١ ـ (أَحَدُهُمَا أبْكَمٌ) أي أنّه أخرس. وأبكم مفردة اخرى للاخرس ، والفرق بينهما أن الأخرس هو الذي عرضت له هذه الحالة أثناء حياته ، ولم يكن أخرس منذ الولادة. أمّا الأبْكَم فهو الذي يلد على هذه الحالة.