المثل التاسع والعشرون :
حديثو العهد بالإسلام
يقول الله في الآية ٩٢ من سورة النحل :
(وَلَا تَكُونُوا كَالّتي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أنْكَاثاً تَتَّخِذُونَ أيْمَانَكُم دَخَلاً بَيْنَكُمْ أنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أرْبَى مِنْ أمَّةٍ إنَّمَا يَبْلُوَكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبينّنّ لَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيْهِ تَخْتَلِفُونَ)
تصوير البحث
كان المسلمون في صدر الإسلام أقلية والمشركون يشكلون الأكثرية. وتلك الثلة من الشباب ، الذين عشقوا الرسول وآمنوا به ، كانوا يواجهون ضغوطاً من قبل عوائلهم وأصدقائهم والمجتمع المشرك عموماً ، (١) فبعض منهم مثل أبي ذر وبلال وعمار قاوموا جميع الضغوط وثبتوا على عقيدتهم وضحّوا لأجلها وماتوا وهم مسلمون ، إلّا أنّ البعض الآخر لم يطق ملامة المحيطين به (وهم الاكثرية) واعتراضاتهم ، وارتدّوا بعد ما اجتازوا مراحل الإسلام والايمان الصعبة ، والآية هذه تعرضت للثلة الاخيرة من المسلمين المتزلزل إيمانهم.
الشرح والتفسير
(وَلَا تَكُونُوا كَالّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أنْكَاثَاً) يخاطب الله في هذه الآية حديثي العهد بالإسلام الذين تحمّلوا مشاق الإسلام والايمان وتخطّوا مشاكل هذه المرحلة وتتوجوا
__________________
(١) نحن الآن نعيش في نعمة كبيرة حيث ولدنا من أبوين مسلمين وفي مجتمع مسلم ، لذلك علينا شكر الله أولاً والأبوين ثانياً وما جرّبنا معاناة تلك الثلة المؤمنة.