المثل الثلاثون :
كفران النعمة
يقول الله تعالى في الآيتين ١١٢ و ١١٣ من سورة النحل :
(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأتِيْهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأنْعُمِ اللهِ فَأذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَائَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأخَذَهُم العَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)
تصوير البحث
تعرّضت الايتان إلى مصير اولئك الذين لا يشكرون نعمَ الله بل يكفرون بها ، ولأجل ذلك استحقوا العذاب الشديد من الله.
الشرح والتفسير
(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً) شبّه القرآن المجيد الكافرين بنعم الله والمنكرين لها بالقرية (١) المعمورة التي تحضى ـ بسبب عمرانها المادي والمعنوي ـ بالمواصفات الأربع التالية :
١ ـ (آمنة) ، إنَّ الأمان هو أوّل صفة لهذه القرية ، وباعتبار أنَّ نعمة الأمان أهم النعم
__________________
(١) إنَّ القرية في الاصطلاح القرآني لا تعني ما يقابل المدينة ، بل تعني كل مكان معمور سواء كان قرية بالمعني المتعارف أو مدينة صغيرة أو كبيرة ، وقد اطلق هذا المصطلح على عاصمة مصر في عهد يوسف عليهالسلام.