إذن ، على الانسان أن لا يغتر بما لديه ، بل المفروض به التفكير في تحولات قد تطرأ في المستقبل.
(وَاحِيطَ بِثَمَرِه فَأصْبَحَ يُقلِّبُ كفَّيْهِ عَلى ما أنْفَقَ فِيها)
وكما قال له صديقه المؤمن فإنَّ بلاءً سماوياً وصاعقة نزلت ودمَّرت أشجار جنَّته وزراعته ، فبهت المغرور عند ما دخل جنَّته ورأى الثمار مدمَّرة والأشجار قد احترقت ، وقد ذهبت كل أمواله وآماله سُدى ، فأصبح يُقلّب كفّيه تحسراً على ما كان قد أنفق على زراعته وما استثمره من الأموال فيها.
(وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِها)
الآية تصف كيفية خراب الأبنية والعمارات ، وهي عجيبة من حيث إنها تصف الانهدام بأن الجدران والأعمدة سقطت على السقوف ، بينما المألوف هو سقوط الجدران والأعمدة ثم سقوط السقوف عليها.
قد يكون سبب ذلك هو أنَّ الصاعقة هدَّمت السقوف في البداية ثم هدمت الأعمدة والجدران فسقطت على السقوف (١).
(وَيَقُولُ يا لَيْتَني لَمْ اشْرِك بِربّي أحَدَاً)
استيقظ الصديق المغرور من سكرة الغرور بعد ما نزل العذاب الإلهي ودمَّر جنّته وزراعته وأفقده كل ما يملك من رأس مال ، وقال : ليتني لم اشرك بالله ولم أنكر يوم القيامة والمعاد ولم ابتلِ بسبب الشرك والجحود بالعقاب الإلهي.
(وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِن دُونِ الله وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً)
لم ينصره أحد ممَّن كان يحوم حوله عند ما كان صاحب مال وثروة من الأصدقاء والمعارف ، ولم يحمه أحد من عذاب الله ، وما كان لهم القدرة لنصرته.
اعتبروا
كان شخص في قم يُدعى السيد صادق ، كان قد فقد إحدى عينيه ، وكان له بستان عنب ،
__________________
(١) وقد يكون التعبير كناية عن شدّة العذاب.