عن حصول حادث مفاجئ يمحو آثار حياة النباتات ونشاطها ، وذلك قبل إتمام عمرها الطبيعي ، أمَّا المثل الذي هو موضع بحثنا (الآية ٤٥ من سورة الكهف) فالحديث فيه ليس عن حادث خاص يطرأ فجأة بل الحديث عن حادث يطرأ تدريجياً في فصل الخريف يسلب النباتات خضارها ونشاطها وطراوتها حتى ينتهي الأمر إلى جفافها وموتها في نهاية المطاف ، لكن تدريجياً لا فجأة.
هذه السنَّة الالهية تصدق في حق الانسان كذلك ، فهو يمرُّ بمرحلة الطفولة ثمّ الشباب ثم الكهولة والشيخوخة.
على كلِّ حال ، هذه الحياة الدنيا زائلة وينبغي الإعداد والتهيّؤ لحياة البقاء الاخروية حيث الديمومة والقيمة العالية.
خطابات الآية
١ ـ تنوّع النباتات من معالم القدرة الإلهية
(فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ)
هذه العبارة تشير إلى تنوع واختلاف النباتات ، وعدد فصائلها حالياً يبلغ مئات الآلاف ، وهذه الإحصائية التي يقرُّها علماء النباتات تخص الأماكن التي بلغها البشر دون تلك التي لم يستطيع بلوغها أو الوصول إليها.
يقول العلماء : ما يعادل هذا العدد وقد يزيد عليه من فصائل نباتية توجد في أعماق البحار والغابات التي لم تطئها أقدام البشر ولم يكتشف نباتاتها ، ولهذا يقال بأن عدد فصائل النباتات قد يصل إلى المليون (١) ، ولكلِّ فصيلة منهج وبرنامج خاص ، كما أنَّ لكلٍّ عجائب كثيرة.
__________________
(١) يقول فردينا ندلين كاتب (عالم الأزهار) : يبلغ عدد فصائل كاسيات البذور مائة وخمسين ألف. وقد ورد في بعض مصادر علم النبات شرح مفصَّل لأكثر من ثمانية عشر الف نبات ومائة ألف فطر وأكثر من أربعين ألف طحلب وسبعة آلاف نوع من التفاح وخمسة وثلاثين نوع للحنطة.
كما أورد بعض العلماء شرحاً لثلاثة آلاف فصيل من النخيل وألفاً وسبعمائة للتين وألفاً ومائتين لورد الثعلب