نزول قطرات الغيث الشفافة شرط لنمو النباتات كذلك الأرض المعدَّة والخصبة شرط لنمو النباتات.
خطابات الآية
١ ـ تنوّع أمثال القرآن
سؤال : لماذا استخدم القرآن أمثلة متنوّعة؟ ولما ذا بيَّن مطلباً ومضموناً واحداً بقوالب متباينة؟ تارة يمثّل بالحيوانات وأُخرى بالصالحين أو الفاسدين واخرى بالنباتات أو نور الشمس وما شابه ذلك ، فما سبب هذا التنوّع؟
الجواب : ذهنية الأشخاص تختلف كاختلاف أشكالهم الظاهرية ، فشخصيات الأفراد وقدراتهم على الاستيعاب والتحليل وأذواقهم وثقافتهم مختلفة ، وإذا أراد المتكلّم أن يتوفّق ويؤثر في المخاطبين فعليه صياغة كلامه بقوالب مختلفة ومتنوّعة ناظراً في ذلك إلى قابليات المخاطبين ؛ لأنَّ منهجاً في البيان قد يكون مؤثراً في الشباب وغير مؤثر في الكهول أو بالعكس ، وقد تؤثر جملة في شخصٍ امّي ولا تؤثر في المثقف ، وقد تكون بعض المطالب مؤثرة في النساء غير مؤثرة في الرجال وهكذا.
إذن ، على المتكلّم أن يلاحظ هذه النقطة المهمة وينوّع في أساليب بيانه سعياً في التأثير على جميع المخاطبين وبمختلف مستوياتهم.
مخاطبو القرآن المجيد اناس كانوا عهد البعثة ، وسيكون له مخاطبون إلى يوم القيامة وفي أرجاء المعمورة وبأذواق وأفكار ومستويات وتطلّعات ومعلومات مختلفة فاستخدم أمثالاً متنوّعة علماً منه باختلاف البشر في مختلف الجوانب. وبعبارة اخرَى : إنَّ كتاباً من هذا القبيل لا يمكنه أن يتحدَّث بأدبيات واحدة مع اختلافات وتنوّع مخاطبية ، بل عليه تنويع أدبياته ليستوعبه الجميع.
على سبيل المثال تحدّث القرآن عن نفسه بأنحاء مختلفة ، ففي مورد يقول : (قَدْ جَاءَكُم مِنَ اللهِ