درجة قد يقتله ميكروب أو فيروس لا يمكن رؤيته إلَّا بمجهر قوي.
علينا التدقيق في عبارات تتردَّد على ألسنتنا كثيراً من قبيل : (لا حول ولا قوّة إلَّا بالله) أو (بحول الله وقوّته أقوم وأقعد) ، فإن التدقيق فيها يوصلنا إلى نيتجة هي : لو رفع الله فيضه عن الانسان لفقد الانسان كل قواه ولأماتته موجودات ضعيفة جداً ولعجز عن حفظ لعاب فمه كما يعجز عن ذلك حديث الولادة.
الآثر الآخر لنور الشمس هو عمله كمضادٍ حيوي ، كما تفعل ذلك المضادات الحيوية والمطهرات الصناعية ، والله يعمل كذلك ، فهو يرفع موانع الحياة ليتسنَّى لموجودات من قبيل الانسان أن يعيش على وجه الأرض.
على سبيل المثال ، نذكر الأسماك كغذاء للبشر ، فاناث الأسماك تفرز بيوضاً كثيرة جداً لو سمح للبيوض جميعها أن تعيش لاكتضَّ البحر بالأسماك بحيث تسلب ماء البحر قدرته على الحركة ، لكن تدابير الله تعالى كانت في خلق موجودات اخرَى في البحر تعيش على هذه البيوض وتقضي عليها ، إيجاداً للتوازن والتعادل في بيئة البحر.
ومثال آخر ، بعض النباتات تنمو بسرعة فائقة جداً يمكنها أن تغطي مدينة كاملة في فترة قصيرة. ومثال آخر كذلك هو وجود حيوانات سريعة التكاثر لو سمح لها لما تركت مساحة ومجالاً للبشر وباقي الموجودات. لكن الله تعالى رفع هذه الموانع كلها وجعل تعادلاً في البيئة ليتسنى للجميع العيش معاً.
تحطُّ ميكروبات كثيرة على عيون الناس يومياً وبخاصة في المدن الملوّثة ، بامكانها أن تعمي عيون البشر جميعهم في فترة قصيرة لكن الله خلق الدموع لدفع هذه الميكروبات وقتلها ، فان الدمع يحتوي على مواد من صنف المضاد الحيوي يطهّر العين ، وهي مواد موجودة في لعاب الانسان كذلك وتلعب نفس الدور الذي تلعبه في الدموع.
إذن ، الله كالنور سبب للهداية والتربية والطاقة والحيوية ويمنح الحياة ويرفع الموانع عنها ، ولهذا هو :
(اللهُ نُورُ السَّماواتِ والأرْضِ)