المثل الثاني :
تمثيل آخر للمنافقين
يقول الله في الايتين ١٩ و ٢٠ من سورة البقرة :
(أَوْ كَصَيِّبٍ منَ السَّماءِ فيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبْرقٌ ، يَجْعَلُونَ أصَابِعَهُم فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ المَوْتِ واللُه مُحِيطٌ بالكَافِرِينَ يَكَادُ البَرْقُ يَخْطِفُ أبصارَهُمْ كُلَّمَا أضاءَ لهُم مَشَوا فيه وإذا أظْلَمَ عليهم قامُوا ولو شَاء اللهُ لذَهَبَ بِسَمْعِهِم وأبصَارِهِم إنّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيْرٌ)
تنوع أمثال القرآن
أمثال القرآن متنوعة جداً. والله استعان بمختلف الأمثال لاجل ايضاح حقائق مهمة لها تأثير بالغ في تربية الإنسان وسعادته. تارة يمثل الله بالجمادات كما في الآية ١٧ من سورة الرعد : (أنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً فسَالَتْ أودِيَةٌ بِقَدَرِها فاحْتمَلَ السَّيْلُ زبَداً رابياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ في النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةً أو مَتَاعٍ زَبَدٌ مثلُهُ كَذَلك يَضْرِبُ اللُه الحقَّ والبَاطِل ..)
لأجل ايضاح ماهية الحق والباطل استعان القرآن هنا بالتمثيل بالمطر ، فانه عند ما ينزل من السماء ينزل زلالاً طاهراً ، الا انه عند ما يجري على الارض يتسخ بالوحل وبما على الارض من أوساخ ، وتتبدل الاوساخ أحياناً إلى رغوة (زبد) وعند ما يصل هذا الماء الجاري إلى أودية يفقد رغوته تدريجياً ليرجع إلى زلاله. والحق والباطل مثل هذا الماء فالرغوة الوسخة بمثابة الباطل والماء الجاري الطاهر بمثابة الحق.
وقد يمثل القرآن بالنباتات كما هو الحال في الاية ٢٤ من سورة ابراهيم : (ألَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ