اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيّبةً كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ أصلُهَا ثَابِتٌ وفَرْعُهَا فِي السَّماء)
إنّ أبرز مصداق للكلمة الطيبة هو كلمة (لا اله الا الله) فمثّلها الله بالشجرة الطيبة الخضراء دائماً.
وقد يمثل القرآن بالحيوانات ونموذج ذلك ما جاء في الاية ٢٦ من سورة البقرة : (إنَّ اللهَ لا يَسْتَحِي أنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ...) فمثّل هنا بحيوان صغير ، كما مثل في سورة العنكبوت الآية ٤١ بالعنكبوت.
وقد يمثل القرآن بإنسان كما فعل في الآية ١٧١ من سورة البقرة : (وَمَثَلُ الّذينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الذي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إلّا دُعاءً وندَاءً صُمٌ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ)
مثل الله تعالى الرسول صلىاللهعليهوآله في الاية بالراعي والكفار بالحيوانات التي يرعاها الراعي.
إنّ اهم سبب لتنوع أمثال القرآن هو تبسيط الفهم وتعميقه عند المخاطبين الاوائل للقران وهم العرب الاميون في عهد الجاهلية وكذا المسلمون فانهم باستثناء عدد قليل منهم كانوا اميين وما كانوا يتمتعون بحظ وافر من الفهم والتعقل.
وما كان بالامكان تفهيمهم المفاهيم القرآنية الا بهذا الأسلوب وبآلية التمثيل التي تجسد المفاهيم القرآنية الرفيعة.
على الجميع وبخاصة العلماء والفقهاء والخطباء و.. ان ينتهجوا منهج القرآن هذا ، ليسهلوا على المخاطب إدراك المفاهيم ويؤثروا في نفسه ويجذبوه نحوها. إنَّ القرآن الذي هو من تجليات الجمال الإلهي هو بنفسه مظهر للجمال الكلامي. وعلى هذا ينبغي اتباع القرآن في تسهيل الكلام وتنميقه ، ونحن نعدُّ هذا أصلاً قيمياً.
اولئك الذين تحضى كتابتهم بالتعقيد وصعوبة الفهم ويعدون استخدام اسلوب التسهيل في الكتابة علامة على قلة العلم ، هم في الحقيقة انتهجوا منهجاً عكس المنهج الذي سلكه القرآن. (١) نأمل من الجيل الشاب للحوزة العلمية وطلاب الجامعة ان يعدوا سهولة البيان فناً
__________________
(١) يقول الله في الاية ٤ من سورة ابراهيم (وَمَا أرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلَّا بِلسَانٍ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) كما قال الرسول صلىاللهعليهوآله مراراً : «أمرنا ان نكلم الناس على قدر عقولهم» بحار الانوار ١ : ٨٥.