المثل الثالث والأربعون :
انتصار الفئة القليلة على الفئة الكثيرة
يقول الله تعالى في الآيات ١٣ ـ ٣٠ من سورة يس :
(وَاضْرِبْ لَهُم مَثَلاً أَصْحَابَ القَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا المُرسَلُونَ* إِذْ أَرْسَلنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إلَيْكُم مُرْسَلُونَ* قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِن شَيءٍ إِن أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ* قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ* وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا البَلاغُ المُبِينُ* قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لئِن لَمْ تَنتَهُوا لنَرْجُمَنكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ* قَالُوا طَائِرُكُم مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَل أَنتُمْ قَومٌ مُسْرِفُونَ* وَجَاءَ مِنْ أَقْصَا المَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا المُرْسَلِينَ* اتَّبِعُوا مَن لَّايَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ* وَمَالِيَ لَاأَعْبُدُ الذِي فَطَرَنِي وَإِلَيهِ تُرجَعُونَ*ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً ان يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَّاتُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيئاً وَلَا يُنقِذُونِ* إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ* إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ* قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ* بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ* وَمَا أَنزَلنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ* إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ* يَا حَسْرَةً عَلَى العِبَادِ مَا يَأتِيهِم مِن رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ)
تصوير البحث
المثل المزبور يرتبط بوضع المسلمين في مكة ، فقد كانوا فئة قليلة ، وكان المشركون يشكّلون الأكثرية ، والقرآن استهدف من بيانه هذا المثل إعطاء المسلمين وعداً بالنصر