أيّها القرّاء ، الإخلاص إكسير عجيب ، والانسان يزداد توفيقاً كلما ازداد إخلاصاً ، فالاخلاص والاخلاص ثم الاخلاص.
(سِيمَاهُمْ فِي وُجوهِهِمْ مِنْ أثَرِ السُّجُودِ)
الصفة الاخرى لأصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله الحقيقيين هو ظهور علامات وآثار العبادة والسجود في وجوههم ، فالإناء ينضح بما فيه.
السيماء في العربية تعني العلامة ، وعلامة المسلم الحقيقي هو ارتسام عقيدته الباطنية وعباداته التي يمارسها في الخفاء على وجهه وسرايتها إلى ظاهره ، ونور إيمان قلبه يشع من وجهه. وإذا وسَّعنا في معاني الآية قلنا : يمكن مشاهدة آثار الإيمان في جميع لقطات حياته ، في سلوكه الفردي والاجتماعي ، وفي حركاته وسكناته.
(ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ)
هذه الصفات الخمس لأصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله ورد ذكرها في التوراة.
أعزتي ، الطريق واضح ، لكنه بحاجة إلى همّة وإرادة مستحكمة ، اتَّصف بهذه الصفات الخمس لترى نفسك في لواء أنصار صاحب الزمان (عجل الله فرجه).
يا أيّها الذين قضوا عمرهم قائلين : (يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً) ، إن الفوز العظيم في الاتّصاف بهذه الصفات الخمس.
علي عليهالسلام نموذج كامل للصفات الخمس
في مجال المقاومة والصمود يقول الامام علي عليهالسلام : «واللهِ لَوْ تظاهرت العرب على قتالي لما ولَّيتُ» (١) ، وهو نفسه الذي كان رمزاً في الغضب والمواجهة كان في ذات الوقت بحراً من اللطف والعاطفة عند ما يرى يتيماً مسلماً فيجلسه في حضنه ويلاطفه ويمسح بيده على رأسه ويذرف الدموع عليه ، بحيث لا يصدق أحد أن هذا الرجل هو نفسه الذي يقف أمام الأعداء كالجبل الصامد.
__________________
(١) بحار الأنوار ٢١ : ٢٦.