إلى إيذاء النبي والموحّدين.
أمَّا امرأة لوط فعند ما شاهدت رسل الله عند لوط خرجت إلى الناس تخبرهم بمجيء شباب صبيحين إلى لوط ، سعياً منها لإثارتهم جنسياً ، وكما هو المعروف عن قوم لوط فانهم كانوا يمارسون اللواط.
على أي حال ، خيانة هاتين المرأتين في إفشائهما اسرار زوجيهما ، وافتعال مشاكل لهما من خلال ذلك.
ومن الصعب بمكان احتمال زوجةٍ تفشي أسرار زوجها وتوجد له المشاكل وتوتّر البيت وتعكّر صفوه ، رغم أن المفروض بها أن تكون سبباً في سكينة البيت والعائلة (١).
(فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيئاً وقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدّاخِلينَ)
مقياس نجاة الانسان ـ كما تقدّم ـ هو الأعمال الصالحة لا العلقة الزوجية والعائلية وما شابه ، لذلك لم ينفع هاتين المرأتين علقتهما الزوجية باثنين من الأنبياء ، فدخلا جهنم كما يدخل باقي الناس ممَّن لا علاقة له بنبي.
وهذا لأجل أن يفهم الجميع بأنَّ الأعمال الصالحة هي الوحيدة التي يمكنها أن تنجي الانسان من العذاب الإلهي وتسبب له الفلاح والسعادة.
خطاب الآية
ملاك النجاة هو العمل الصالح
كما تقدّم فإن الملاك الأساسي والوحيد لإنقاذ الانسان يوم القيامة هو أعمال الانسان الصالحة لا العلقة العائلية والقبلية ، ولا ينجو من ذلك اليوم من لم يكن له أعمال صالحة ولو كان زوجة رسول.
زوجة شيخ الأنبياء نوح وابنه نموذجان كاملان لهذا المطلب ، وعند ما استعدَّ نوح لركوب
__________________
(١) جاء في الآية ٢١ من سورة الروم : (ومِنْ آياتِهِ أنْ خَلَق لَكُمْ مِنْ أنْفُسِكُمْ أزواجاً لِتَسْكِنُوا إلَيها).