المثل الثامن والخمسون :
تصوير للمؤمنين والكافرين
يقول الله تعالى في الآية ٢٢ من سورة الملك :
(أفَمَنْ يُمْشي مُكِبّاً عَلَى وجْهِهِ أهْدَى أمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِراطٍ مُسْتقيم)
تصوير البحث
الآية الكريمة ـ بقرينة ما سبقها وما لحقها ـ تصوير لحال المؤمنين والكافرين (١) ، ومثل جميل لهذه القافلة التي تبدأ من نقطة العدم ثم تلبس ثوب الوجود متّجهة نحو نقطة اللانهاية ، أي ذات الله تعالى. وهي قافلة قد ينحرف البعض عنها في بداية حركتها أو في وسطها ، وبعض يستمر معها في حركتها المستقيمة حتى نهاية شوطها.
نظرة إلى الآيات التي سبقت المثل
الآيات الاولى لهذه السورة تحدَّثت عن المبدأ وصفات الله تعالى ، ودعت الانسان للتفكير في صفات الله وآياته ، ثم شرعت ببيان حال المؤمنين والكفار ، وفي المرحلة الثالثة ذكَّرت ببعض آيات الله ، من قبيل آية خلق نظام الكون العجيب ، وبخاصة السماوات والكواكب والارض ونعمها وخلق الطيور.
__________________
(١) كما يرى ذلك تلميذ الامام علي عليهالسلام القدير (ابن عباس) ، وعدَّها من أمثال القرآن ، التي وردت لتوصيف المؤمنين والكفار ، راجع التبيان ١٠ : ٦٨.