ترك الله الحكم والجواب على المقارنة إلى مخاطبي القرآن ، وحرّضهم على معرفة الاختلاف بين الاثنين.
مشاكل حركة الزواحف ومعايبها
للزحف مشاكل متعدّدة :
الاولى : تتحدّد عنده قدرة النظر ، والأخطار تهدّده دائماً ، ويكون عرضة للسقوط في وادٍ أو الانحراف عن الطريق ؛ لأنه عاجز عن تحديد الأخطار وتشخيصها في وقتها.
الثانية : سرعة الزحف قليلة جداً ، وقد تكون نسبتها إلى المشي العادي نسبة الواحد إلى العشرة.
الثالثة : الزحف يتعب الانسان بسرعة ، هذا على فرض عدم مواجهة موانع في الطريق وعدم انحرافه عنه وعدم سقوطه في وادٍ والزاحف يتوقف عن الحركة بسرعة ؛ لكون الزحف متعباً جداً.
إذن ، الخطأ في تحديد الخطر وعدم القدرة الكافية للنظر وبطء الحركة والتعب المفرط يعطل الزاحف عن الاستمرار في الطريق ، وتعدُّ تلك الامور من معايب الزحف ومشكلاته. أما الذي يمشي مستقيم القامة فقابليته على الرؤية أكثر ويرصد الأخطار من بعيد ـ وبخاصة أنَّ أكثر حواسه واقعة في رأسه ـ ويحدّدها ويتّخذ القرار المناسب في الوقت المناسب ، ولا ينحرف عن الطريق ، مضافاً إلى أنَّه يتمتع بالسرعة الكافية ولا يتعب عاجلاً ، فلا يتوقف.
هل يتساوى هذان الاثنان؟ بالطبع لا ، والذي يمشي مستقيم القامة أهدى لطريقه من الذي يمشي زاحفاً.
المؤمن الذي يمشي سوياً ومستقيم القامة في الصراط المستقيم ونور إيمانه يضيء له الدرب أهدى من الكافر الزاحف الذي لا نور له يضيء دربه ولا سرعة ولا قابلية له لتحديد المخاطر ولا السير لفترة طويلة.
هذا مضافاً إلى أن الكافر الزاحف لا قدرة له على إبصار آيات الله التي تقدَّمت الاشارة إليها في الآيات السابقة من السماوات والطيور وما شابه ، أمَّا الذي يمشي سوياً فله القابلية على