الأليم والمفجع الذي أنزلناه على هؤلاء. وعلى كل من توفَّرت عنده امكانيات وثروة أن يترك منها سهماً للفقراء ، ولو بخل في ذلك وخطى في هذا الاتجاه بحيث لا هو بذل ولا ترك الآخرين يبذلون فليطمئن من نزول عذاب الله عليه في الدنيا والآخرة.
بالطبع لا ينبغي أن يكون العذاب دائماً عبارة عن صاعقة سماوية تحرق ممتلكات البخيل ، بل لله جنود لكل زمان ومكان ، من قبيل : الآفات والحروب والسيول والأمراض المستعصية والجفاف وانعدام البركة ، فهذه كلها جنود لله يبعثها حيث يشاء.
خطابات الآية
١ ـ الاستئثار بلاء خطر
إذا اتُّخذت الأموال والثروة جسراً للوصول إلى الغايات ، ولم يخرج حبّها عن مستوى الاعتدال كان ذلك أمراً مطلوباً ومستحسناً ، أما إذا بلغ حبُّها مستوى الإفراط وعدَّت بحد ذاتها هدفاً وليس وسيلة وأنتجت ثماراً من قبيل الاستئثار كان ذلك أمراً مذموماً.
ولأجل ذلك فرض الاسلام الحقوق الواجب دفعها ، كما دعى المسلمين إلى الإنفاق الزائد على ذلك (الانفاق المستحب) لكي يحول بذلك عن انتاج أو نمو شجرة الاستئثار البغيضة.
تتجلَّى أخطار الاستئثار عند ما تتسع رقعة آثاره الذميمة لتشمل المجتمع كله بعد ما كانت منحصرة في المستأثر فقط ، كما هو حال باقي الذنوب ، وذلك لأن آهات المظلومين والمستحقين والمساكين قد تتبدَّل إلى إعصار يكتسح المجتمع بأسره.
علينا تطهير أنفسنا من هذه الصفة الذميمة ، وذلك من خلال إنفاق بعضٍ من أموالنا (قدر الإمكان) لمحرومي المجتمع وفقرائه ، ولنقتدِ في هذا المجال بالأئمة المعصومين عليهمالسلام.
ينقل في أحوال الامام الصادق عليهالسلام قوله التالي :
«كنت آمر إذا أدركت الثمرة أن يثلم في حيطانها الثلم ليدخل الناس ويأكلوا ، وكنت آمر في كل يوم أن يوضع عشر بنيات يقعد على كل بنية عشرة كلَّما أكل عشرة جاء عشرة اخرى يلقى لكلّ نفس منهم مدّ من رطب ، وكنت آمر لجيران الضيعة كلهم الشيخ والعجوز والصبي