من النوع المذلل لحرث الارض وسقيها. وبعد المساعي الحثيثة وجدوا هذه البقرة وذبحوها ولمسوا الاعجاز الالهي.
الشرح والتفسير
المفروض بهذه الاية العظيمة ان تزيد من ايمان القوم إلا أنَّ ذلك لم يحصل ، بل الآية الشريفة حكت حالهم بعد ذلك بالقول : (قَسَتْ فَهِيَ كالحِجَارَةِ أوْ أشدُّ قَسْوَةً) أي لم تزد هذه الاية الكبرى القوم الا لجاجة وقسوة وتمرداً وعصياناً وانتهاكاً لحرمات الانبياء و.. وذلك بسبب قسوة قلوبهم تحجّرها.
ان مفردة (قلب) استخدمت مائة وثلاثين مرة في القرآن ، لكن يا ترى هل يراد من هذه المفردة ذلك العضو الصنوبري الذي يدق في الدقيقة اكثر من سبعين مرة في الجسم ليضخ دم الإنسان إلى جميع اجزاء جسمه مرتين في الدقيقة؟ إنَّ هذا العضو من عجائب خلق الله حقاً وله في الجسم وظائف مهمة ، لكن مراد الله من القلب في القرآن ليس ذلك العضو.
نشير هنا باقتضاب إلى مهام هذا العضو وذلك لايضاح اهميته :
أولاً : تغذية جميع خلايا الجسم ؛ إنَّ الاغذية التي تصل المعدة تمتزج مع ترشحات المعدة لتتهيّأ للذهاب إلى الأمعاء ؛ وتتم عملية هضم وجذب الاغذية في الامعاء من خلال الدم ، والأخير يوزعها على جميع خلايا الجسم وبذلك تتم عملية تغذية الجسم.
ثانيا : ارواء الإنسان ؛ إنَّ الجزء الاكبر من جسم الإنسان عبارة عن الماء واذا ما قلت نسبة الماء في الجسم فانه قد يؤول ذلك الامر إلى الموت إذا ما بلغ مستوى الجفاف.
ثالثاً : ايصال الحرارة الموحدة للجسم ؛ ان جسم الإنسان حار ، لكن هل فكرتم من اين قدمت له هذه الحرارة؟ ان الاوكسجين يدخل الجهاز التنفسي ومن خلال هذا الجهاز يدخل الدم ليصل من خلاله إلى جميع خلايا الجسم ، واثر الاحتراق الذي يوجده الاوكسجين عند تركبه مع اغذية الخلايا تتولد حرارة تنتقل هذه الحرارة بشكل ثابت إلى جميع اجزاء الجسم بواسطة الدم.
رابعاً : جمع المواد الزائدة والسمية ودفعها. ان احتراق الاغذية في الجسم يولد مواد سمية