(حفلة العواطف) و (تعالوا لنتقاسم افراحنا) (١) ولا شأن للناس هناك حتى لو سمعوا بشخص يوشك ان يموت من الجوع والعطش.
لقد ورد في الأخبار أنَّ شخصاً نفد وقود سيارته في طريق مزدحم وفي يوم بارد جداً ، فأخذ بوعاء البنزين يؤشر للسيارات المارة طلباً للوقود ، إلَّا أنَّه لم يجد عوناً رغم انتظاره مدة احدى عشرة ساعة هناك ، وما كانت النتيجة الا موته في الطريق. في الحقيقة ان موت العواطف في هكذا مجتمعات ادى إلى موت هذا الشخص.
ولاجل هذه الشواهد نعتقد أنَّ الغرب لا قدرة له على استيعاب المفاهيم الاسلامية الرفيعة ، مثل الشهادة والجهاد والايثار واعانة المحتاجين وغيرها ، وحتى دفاعهم عن حقوق البشر لا يكشف عن عواطفهم ، بل انها وسيلة لتدمير وتسقيط أعدائهم. فاذا قُتل اسرائيلي مثلاً على يد فلسطيني في عملية استشهادية ارتفعت اصوات مدوية لهذه الموجودات الفاقدة للعواطف ؛ وذلك دفاعاً عن حقوق البشر ، إلَّا أنه عند مقتل النساء والرجال والاطفال والشباب في الجزائر وتقطّع أبدانهم إرباً إرباً لا تثار حفيضة هؤلاء المنافقين المترائين ، وكأنه لم يحدث شيء ابداً.
الدين أو المذهب يقويان العاطفة
الدين أو المذهب هو اهم عامل يقوي العاطفة الانسانية ؛ وذلك لأن الدين عُرّف في الروايات (بالحب والبغض) أي محبة المسلمين وبغض الكافرين.
جاء في رواية عن الصادق عليهالسلام يسأله فضيل بن يسار عن الحب والبغض ، أمن الايمان هو؟ فقال : «وهل الايمان الا الحب والبغض»؟! (٢) ونقرأ في رواية أخرى أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قبّل الحسن والحسين عليهماالسلام فقال الاقرع بن حابس : إنَّ لي عشرة من الاولاد ما قبلت واحداً منهم.
__________________
(١) ان حفلة العواطف حفلة تقام في نهاية السنة الهجرية الشمسية في ايران تجمع خلالها التبرعات للفقراء والمحتاجين ويرفع في خلال هذه الحفلة شعار (تعالوا نتقاسم افراحنا).
(٢) ميزان الحكمة ، الباب ٦٥٨ الحديث ٣٠٩٦ ، وفي هذا الباب نرى ثلاث روايات أخرى حكت نفس المضمون.