خمس مليارات ؛ فان ٨٠ خ من الثروة تحت تصرف مليار من البشر و ٢٠ خ من الثروة العالمية يتقاسمها اربعة مليارات.
وبعبارة أخرى : إذا كان مجموع شعوب الدول الصناعية يقدر بمليار فهذا المليار يملك اربعة اخماس من ثروة الكرة الارضية وما تبقى من البشر فلهم خمس تلك الثروة.
والمدهش هنا أنّ هذه النسبة وتلك المفارقات تزداد يوماً بعد آخر ولصالح الأغنياء.
طرق علاج الفقر
لحل هذه المعضلة قدّم العلماء منذ القدم علاجات ، والبشرية جربت علاجين مختلفين.
الأول : يعتقد الاشتراكيون والشيوعيون أنَّ الفقر مشكلة نجد جذورها في الملكية الخاصة ، فاذا ما اجتثثنا جذور هذه المشكلة فانَّ المشكلة ستُحل.
إنّ اصحاب هذه الفكرة جربوا هذا العلاج مدة سبعين عاماً ، قتلوا خلالها الملايين من البشر ، وارتكبوا جرائم كثيرة وتحلموا التكاليف الباهضة وواعدوا الناس وعوداً كاذبة كثيرة ، وأمّلوهم بحياة متعالية ، وتحدثوا مع الناس عن جنة الأرض ، بل اعتبروا جنة الانبياء هي نتيجة اعمالهم و.. إلّا انهم اعترفوا بفشلهم بعد هذه التجربة وتلاشى نظامهم ، الامر الذي أراح الناس الذين كانوا يرضخون تحت حكومتهم.
الثانى : رسمت الدول الرأسمالية خططاً اخرَى لرفع معظلة الفقر ، فشكلوا لأجل ذلك مؤسسات ومنظمات كثيرة ، مثل : الهلال الأحمر وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وصندوق التعاون ومؤسسات الاعانات الاقتصادية والغذائية للدول الفقيرة ، وخصصوا لأجل ذلك ميزانيات ، لكنها جميعاً كانت تعاني من نقطتي ضعف :
الاولى : إجراءاتها محدودة وقليلة وغير متناسبة مع نفوس الدول الفقيرة ، ولذلك لم تحدث تغييراً في مستوى الفقر في هذه الدول.
الثانية : كثيراً ما تقترن هذه الاعانات بأغراض سياسية ، فاذا اقتضت مصالح هذه الدول الاعانة أعانوا والَّا امتنعوا عن الاعانة ، وأحياناً يعترف بعض مسؤولي هذه الدول بهذه الامور. (١)
__________________
(١) كما شهدنا ذلك في حرب البوسنة وفي شتائها القارص ، إذا اعترف بعض رؤساء هذه الدول بعدم وجود مصالح لها