يا له من تعبير جميل! فالعبارة تضم معان كثيرة رغم صغرها. وهي تعني أنّ الإنسان إذا صرف الملايين من امواله فان تلك الملايين تعد نافدة ومستهلكة ، بينما إذا صرف اقل مقدار من امواله انفاقاً في سبيل الله فإنَّ ذلك سيبقى في خزينة الله الغيبية ولا ينفد ، وهذا خلاف ما يتصوره اكثر الناس.
٢ ـ جاء في الآية ٨٩ من سورة النمل : (مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) ونفسها في سورة القصص الآية ٨٤.
وحسب ما صرحت به هذه الآية ، فإنَّ الصدقة والانفاق لا يذهبان سدى فحسب ، بل يمنح الله عليهما شيئاً افضل منهما عوضاً عن ذلك.
٣ ـ الآية ١٦٠ من سورة الانعام رفعت من قيمة الانفاق لتصرح بما يلي : (مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمْثَالِهَا)
الآية تحدثت عن الحسنات عموماً ، وباعتبار أنَّ الانفاق من الحسنات العظيمة فهي تشمله. وحسب ما صرحت به ، فإنَّ للإنفاق عشرة أضعاف من الثواب والأجر.
أمّا الآية المبحوث هنا (٢٦١ من سورة البقرة) فقد رفعت مستوى الانفاق إلى أعلى مستوى ممكن ، فمثلت الانفاق بالسنابل التي تضمّ حبات كثيرة وكل حبة تنبت سنابل كثيرة ، وهي بذلك تشير إلى التضاعف التصاعدي للثواب المترتب على الانفاق. ولكي تجيب الآية عن بعض التساؤلات التي تتراود في اذهان البعض عن مصدر هذه العطاءات أشارت إلى أن ذلك كله من كنوز الله العظيمة ، وهو واسع وأوسع من أنْ يتصور.
خطابات الآية
١ ـ المراد من (في سَبِيلِ اللهِ)
إنَّ اصطلاح (فِي سَبِيْلِ اللهِ) استخدم اكثر من ٤٥ مرة في القرآن ، واصطلاح (عَنْ سَبِيْلِ اللهِ) استخدم ٢٥ مرة. وقد أُريد من (سَبِيْلِ اللهِ) الجهاد في كثير من الموارد كما في الآية الشريفة ١٦٩ من سورة آل عمران التي جاءت لبيان المقام الرفيع للشهداء : (وَلَا تَحَسَبَنَّ الَّذِيْنَ قُتِلُوا فِي سَبِيْلِ اللهِ أمْوَاتاً بَلْ أحْياءٌ عِنْدَ رَبِهِمْ يُرْزَقُونَ) فقد اريد من (سَبِيْلِ اللهِ) هنا