وأمكننا القول بان لذلك وجوداً خارجياً. (١)
٣ ـ المراد من (يضاعف) في الآية الشريفة
هل المراد من عبارة (واللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ) أنَّ الله يمنح للمحسن والمنفق ما يشاء من دون حساب بأن يمنح الشخص (أ) ضعفين من الثواب بينما يمنح الشخص (ب) ثلاثة أضعاف؟ أو أنَّ المضاعفة لها حساب خاص وقواعد خاصة؟
إنّ حكمة الله تقتضي بأن لا يكون منح الثواب بشكل اعتباطي ومن دون حساب ، بل جعل الأمر مرتبطاً بمفارقات من قبيل درجة الاخلاص وكيفية الانفاق ومورده وشخصية المُنْفِق والمنفَق عليه ، أي أنَّ ثواب الشخص الذي انفق خالصاً لوجه الله يختلف عن ثواب الشخص الذي لم يبلغ تلك الدرجة من الاخلاص ، والشخص الذي ينفق سراً ومن دون منة واذى يختلف ثواباً عن الشخص الذي ينفق علناً ، فهما يقعان في مرتبتين لا مرتبة واحدة. والمسلم الذي ينفق قرصاً من قرصي الخبز اللذين يمتلكهما يختلف عن المسلم الذي ينفق قرصاً وهو يملك عشرة أقراص من الخبز. كما أنَّ الشخص الذي يعين عائلة مسكينة لم يتفوهوا بحاجتهم لاحد يختلف عن الشخص الذي يعين عائلة طلبت الاعانة منه.
أرفع نموذج للإنفاق في القرآن
في القرآن سورة باسم (الدهر) أو (الإنسان) أو (الابرار) نزلت في شأن الانفاق الخالص ، وقد ادرجت هذه السورة اجمل نعم الجنة للمنفقين.
العامة والخاصة نقلوا أنَّ السورة نزلت في الامامين الحسن والحسين عليهماالسلام حيث مرضا فنذر الامام علي عليهالسلام صيام ثلاثة ايام لشفائهما ، فالتحقت فاطمة عليهاالسلام بهذا النذر ، ثم فضة كذلك. وبعد الشفاء صام الجميع وقد اعدت فاطمة في اليوم الاول خمسة اقراص من خبز الشعير وعند الافطار طرق فقير الباب طالباً العون فاعطى الجميع اقراصهم له وافطروا على
__________________
(١) تفسير الأمثل ٢ : ٢٠٦.