المثل السابع :
الإنفاق اللائق
يقول الله الرازق في الآية ٢٦٥ من سورة البقرة :
(وَمَثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ أمْوَالَهُمُ ابتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أنْفُسِهِم كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أصَابَهَا وابِلٌ فأتَتْ أُكَلَها ضِعْفَيْنِ فإنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيْرٌ)
رغم أنَّ هذا المَثل كَسَابقه عن الإنفاق لكن يختلف عنه في أنَّه يعكس الجوانب الايجابية للانفاق والمناظر الجميلة له غير تلك المناظر التي تحدث عنها المثل السابق والتي تزامنت مع المنّ والأذى ، لأنَّ الحديث هنا عن الانفاق المتزامن مع الاخلاص.
الشرح والتفسير
يقول الله في هذه الآية : إنّ مثل الذين ينفقون باخلاص ومن دون رياء وأذى كمثل البستان في مكان مرتفع ذات تربة خصبة يسقيها الغيث ، والشمس تسطع عليها من كل مكان ، فكانت النتيجة هي محاصيل وافرة ومضاعفة ، قياساً لمحاصيل الأراضي المماثلة ، والذين ينفقون بمثابة البستان ويكون انفاقهم كمحاصيل هذا البستان وافراً ومتضاعفاً.
إنَّ دَوافِع الإنفاق عند هؤلاء وفقاً لهذه الآية هي كالتالي :
الاول : (ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ) وهذا اشارة إلى الحديث المعروف عن الامام علي عليهالسلام : «ما عبدتك خوفاً من نارك» رغم أنَّ نَاره مخيف تصورها فضلاً عن واقعها.
«ولا طمعاً في جنتك» رغم أنَّ نعمها ثمينة وقيِّمة جداً ولا يمكنها أن تدخل في مخيلة الانسان. (١)
__________________
(١) لمعرفة المزيد من النعم الجسمانية والروحانية في الجنة راجع تفسير نفحات القرآن ٦ : ١٨٩ فما بعدها.