المؤمنين (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (١)
وحسب هذه الآية فإنَّ موضوع الإنفاق عام ويشمل جميع نعم الله وارزاقه ، مثل الموارد التالية :
ألف ـ العلم ، على العلماء أن يبذلوا من علمهم ، وذلك من خلال تعليم الآخرين ، وإلّا حُوكموا كالمحتكرين في محكمة العدل الإلهي.
وقد جاء في رواية للامام الصادق عليهالسلام «زَكَاةُ العِلْمِ نَشْرُهُ». (٢)
باء ـ نفوذ الكلام وهو من ارزاق الله ، ومن المستحسن أنْ ينفق منه. فاذا شاهدت اختلافاً بين زوج وزوجته أو بين الجيران أو بين شريكين أو بين الاخوة والاخوات أو بين اهالي قرية و.. فمن المستحسن استخدام النفوذ للمصالحة.
جيم ـ الاعتبار والجاه في المجتمع ، وهذه نعمة الهية أخرى ينبغي أنْ ينفق منها ، فاذا ما كان مظلوم متورطاً في مخالب ظالم وكان بالامكان الشفاعة لهذا المظلوم باستخدام الوجاهة والاعتبار الاجتماعي وانقاذه من مخالب الظالم فلا ينبغي التكاسل ، بل ينبغي العمل باشتياق.
د ـ الاولاد ، وهي من اكبر نعم الله وينبغي انفاقها في سبيل الله متى ما اقتضت الحاجة ، كما حصل ذلك للشعب الايراني اثناء الثورة الاسلامية والحرب المفروضة فقد ضحّوا باولادهم دون أنْ يبخلوا بشيء من ذلك.
ه ـ الفكر ، وهو من أثمن نعم الله على الانسانية وينبغي انفاقه وبذله عند المشورة لاعانة الاخرين إلى مستوى يعد الإنسان خلاله مستشاراً صالحاً وناصحاً.
__________________
(١) وقد جاء مثل هذا التعبير في سورة الرعد الآية ٢٢ ، وسورة النساء الآية ٣٩ وسورة فاطر الآية ٢٩ وآيات متعددة أخرى.
(٢) ميزان الحكمة ، الباب ١٥٨٧ الحديث ٧٦٠٣. وفي الباب روايات أخرى عينت زكاة خاصة لكل شيء وقد جاء في رواية : (على كل جزء من اجزائك زكاة واجبة لله عزوجل بل على كل شعرة بل على كل لحظة) وقد عدت بعض الروايات مانع الزكاة كافراً أو سارقاً وفي روايات أخرى اردفت أنواعاً موحشة من العذاب لمانع الزكاة ، للمزيد راجع ميزان الحكمة ، الباب ١٥٨٠ ـ ١٥٨٢.