سبحانه : (وَنَفْسٍ وَما سَوّاها* فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها). (١)
يقول الإمام الصادق في تفسير الآية : «بيّن لها ما تأتي وما تترك». (٢)
إنّ اللوم والعزم فرع معرفة النفس بخير الأُمور وشرّها ، فلو لم تكن عالمة من ذي قبل لم تصلح للوعظ ولا للزجر ، ولأجل ذلك ، يقول سبحانه : (أَلَمْ نَجْعَل لَهُ عَينَين* وَلِساناً وَشَفَتَيْن* وَهَدَيْناهُ النَّجْدَين). (٣)
يقول الإمام الصادق عليهالسلام : «هداه إلى نجد الخير والشر». (٤)
ثمّ إنّ مراتب الزجر تختلف حسب صفاء النفس وكدورتها وابتعادها عن ممارسة الشر ، يقول الإمام الصادق عليهالسلام : «إنّ الله إذا أراد بعبد خيراً طيّب روحه فلا يسمع معروفاً إلّاعرفه ولا منكراً إلّاأنكره». (٥)
نعم ، ما حباه الله سبحانه لكلّ إنسان من النفس اللوامة ، كرامة ونعمة عظيمة ، حيث يعرف على ضوئها الحسن من القبيح والخير من الشر ، ولكنّه لو مارس الشرّ مدّة لا يستهان بها ربما تعوق النفس عن القضاء في الخير بالخير والشر بالشر ، بل ربما يرى الشر خيراً والخير شراً ، وذلك فيما إذا زاوله الإنسان كثيراً بنحو ترك بصماته على روحه ونفسه وقضائه وتفكيره ، وقد أشار سبحانه إلى أنّ قبح وأد البنات وقتل الأولاد ـ لأي غاية من الغايات كانت ـ أمر يدركه كلّ إنسان ، ولكن ترى أنّ بعض المشركين يستحسن عمله هذا ويعدّه من مفاخره وكراماته ، يقول
__________________
(١) الشمس : ٧ ـ ٨.
(٢) الكافي : ١ / ١٦٣.
(٣) البلد : ٨ ـ ١٠.
(٤) الكافي : ١ / ١٦٣.
(٥) اثبات الهداة : ١ / ٨٧.