للذكر والأُنثى ، سواء أكان من جنس الإنسان أو من جنس الحيوان ، وتطبيقه في بعض التفاسير على أبينا آدم وزوجه حوّاء من باب التمثيل لا التخصيص.
وأمّا جواب القسم : هو قوله : (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتّى) ، وشتى جمع شتيت ، كمرضى جمع مريض ، والمراد تشتت السعي ، فانّ سعي الإنسان لمختلف وليس منصبَّاً على اتجاه واحد ، فمن ساع للدنيا ومن ساع للعقبى ، ومن ساع للصلاح والفلاح ، ومن ساع للهلاك والفساد.
ثمّ إنّه سبحانه صنّف المساعي إلى قسمين ، وقال في الآيات التالية بأنّ الناس على صنفين : فصنف يصبُّ سعيه في طريق العطاء والتقى والتصديق بالحسنى ، فيُيسّر لليسري ، وصنف آخر يصبُّ سعيه على ضدّما ذكر فيبخل ويستغني بما لديه ، ويكذب بالحسنى ، فيُيسر للعسرى.
قال : (فَأَمّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى* وَصَدَّقَ بِالحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسرى * وَأَمّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى). (١)
والصلة بين المقسم به والمقسم عليه : واضحة ، وهي أنّه سبحانه أقسم بالمتفرقات خلقاً وأثراً على المساعي المتفرقة في أنفسها وآثارها ، فأين التقوى والتصديق من البخل والتكذيب؟!
__________________
(١) الليل : ٥ ـ ١٠.