على أهل ملّته (١).
ثمّ إنّ (٢) الظاهر من الكافر (*)
______________________________________________________
سبيل له على المسلم ، وذلك منفي بالآية المباركة ـ يظهر عدم صحة وقف الكافر العبد المسلم على أهل ملّته ، وهم الكفار. وذلك لأنّ الوقف عليهم تسليط منهم على المسلم ، وهو السبيل المنفي في الشريعة.
(١) أي : ملّة الكافر ، والملّة هي الشريعة أو الدّين.
وقيل في الفرق بين الملّة والدين : إنّ الملّة هو المنزّل من الله تعالى إلى أنبيائه ، والدّين هو العمل بذلك المنزّل. هذا تمام الكلام في الجهة الأولى.
المقصود من الكافر هنا
(٢) هذا شروع في ثانية جهات البحث في هذه المسألة ، والغرض من التعرض له تنقيح الموضوع ، وهو الكافر والمسلم المجعولان لأحكام ، فيقع الكلام في مقامين.
وحاصل ما أفاده المصنف قدسسره في المقام الأوّل : أنّ الظاهر من الكافر هو كلّ من حكم بنجاسته وإن انتسب إلى الإسلام كالنواصب ، وهم المتدينون ببغض مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه. وليس المراد من الكافر هنا خصوص المنكر للتوحيد أو الرسالة كما قيل : إنّه الظاهر من الكافر.
__________________
(*) لا يخفى أنّ الكفر لغة هو الجحود ، ففي المجمع : «(وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) ، أي : أوّل من كفر به وجحد» إلى أن قال : «فقد كفر بالله جحد ، فالكافر الجاحد للخالق .. والكفور الجحود ، يجحد الخالق مع هذه الأدلة الواضحة» (١).
وعلى هذا فاستعمال الكفر في الجحود مطلقا ـ من جحود الخالق والرّسول وإنكار الضروري ـ استعمال في معناه اللغوي ، لكونه استعمالا في أفراد المعنى الكلّي اللغوي ، ولم يثبت له حقيقة ثانوية تخصّصية أو تخصيصية ، وإن كان جحود خاص موضوعا لأحكام شرعية كالسفر والحضر. لكنه لا يوجب وضعا ثانويا له.
__________________
(١) مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٤٧٤.