ثمّ (١) إنّ المتولّي للبيع
______________________________________________________
(١) تقدم في ص (٦١٢) أنّ في بيع الوقف ـ إذا خرب ـ أمورا ، منها : أنّه بعد ثبوت جواز بيعه ، هل يكون المتصدّي للبيع خصوص البطن الموجود ، أو الحاكم أو غيرهما؟
وغرض المصنف قدسسره تحقيق هذا الأمر ، وأنّ ولاية البيع تكون للبطن الموجود بضميمة الحاكم الشرعي الذي يتولّى أمر البطون المتأخرة. واحتمل أن يكون المتولّي هو الناظر الذي عيّنه الواقف إن كان ، ثم تأمّل فيه.
ولا بأس بالإشارة إلى الأقوال في المسألة ثم توضيح المتن.
فمنها : التفصيل بين كون الوقف ملكا له تعالى ، فالمتولّي للبيع وشراء البدل هو الحاكم ، وبين كونه ملكا للموقوف عليه فالمتولي هو الموقوف عليه. وبين كونه ملكا للواقف ففيه وجهان. هذا ما ذكره العلامة قدسسره في شراء عبد بقيمة العبد الموقوف المقتول (١).
ومنها : أنّ المتولّي هو الحاكم مطلقا ، سواء قلنا بأنّ الملك له تعالى أو للموقوف عليه أو للواقف ، لأنّ الحاكم وليّ الكل. وإن تعذّر الحاكم فالولاية للموقوف عليه. قوّاه فخر الإسلام في الإيضاح (٢).
ومنها : أنّه الناظر الخاص إن كان ، وإن تعذّر فالناظر العام ، وإن تعذّر فالموقوف عليه. استجوده الشهيد قدسسره في غاية المراد معلّلا له بقوله : «قضيّة للشرط في النظر ، وعموم حكم الحاكم على البطون ، وأولوية الموقوف عليه» (٣).
ومنها : أنّه الناظر الخاص إن كان ، وإلّا فالحاكم ، اختاره المحقق الثاني قدسسره (٤).
وعليه فلا ولاية للموقوف عليهم. وحكى صاحب المقابس مثله عن الفاضل السيوري (٥).
ومنها :. أنّه الناظر الخاص إن كان ، أو الموقوف عليه إن كان منحصرا ، وإلّا فالناظر العام ، وهو صريح الشهيد الثاني قدّس سرّه في المسالك ، ولكنه في الروضة جعل ولاية الموقوف
__________________
(١) تذكرة الفقهاء ، ج ٢ ، ص ٤٤٣ ، السطر ٢ و ٣.
(٢) إيضاح الفوائد ، ج ٢ ، ص ٣٩٦.
(٣) غاية المراد ، ج ٢ ، ص ٤٤٢.
(٤) جامع المقاصد ، ج ٤ ، ص ٩٧ وج ٩ ، ص ٧٩.
(٥) مقابس الأنوار ، كتاب البيع ، ص ٦٧.