(إِنَّهُ) إن الأمر. (مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً) بأن يموت على كفره وعصيانه. (فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها) فيستريح. (وَلا يَحْيى) حياة مهنأة.
(وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ) في الدنيا. (فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى) المنازل الرفيعة.
(جَنَّاتُ عَدْنٍ) بدل من الدرجات. (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) حال والعامل فيها معنى الإشارة أو الاستقرار. (وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى) تطهر من أدناس الكفر والمعاصي ، والآيات الثلاث يحتمل أن تكون من كلام السحرة وأن تكون ابتداء كلام من الله تعالى.
(وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى)(٧٧)
(وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي) أي من مصر. (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً) فاجعل لهم ، من قولهم ضرب له في ماله سهما أو فاتخذ من ضرب اللبن إذا عمله. (فِي الْبَحْرِ يَبَساً) يابسا مصدر وصف به يقال يبس يبسا ويبسا كسقم سقما وسقما ، ولذلك وصف به المؤنث فقيل شاة يبس للتي جف لبنها ، وقرئ «يبسا» وهو إما مخفف منه أو وصف على فعل كصعب أو جمع يابس كصحب وصف به الواحد مبالغة كقوله :
كأنّ قتود رحلي حين ضمّت |
|
حوالب غرزا ومعي جياعا |
أو لتعدده معنى فإنه جعل لكل سبط منهم طريقا. (لا تَخافُ دَرَكاً) حال من المأمور أي آمنا من أن يدرككم العدو ، أو صفة ثانية والعائد محذوف ، وقرأ حمزة «لا تخف» على أنه جواب الأمر. (وَلا تَخْشى) استئناف أي وأنت لا تخشى ، أو عطف عليه والألف فيه للإطلاق كقوله (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) أو حال بالواو والمعنى ولا تخشى الغرق.
(فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (٧٨) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى)(٧٩)
(فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ) وذلك أن موسى عليهالسلام خرج بهم أول الليل فأخبر فرعون بذلك فقص أثرهم ، والمعنى فاتبعهم فرعون نفسه ومعه جنوده فحذف المفعول الثاني. وقيل (فَأَتْبَعَهُمْ) بمعنى فاتبعهم ويؤيده القراءة به والباء للتعدية وقيل الباء مزيدة والمعنى : فاتبعهم جنوده وذادهم خلفهم. (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) الضمير لجنوده أوله ولهم ، وفيه مبالغة ووجازة أي : غشيهم ما سمعت قصته ولا يعرف كنهه إلا الله. وقرئ «فغشاهم ما غشاهم» أي غطاهم ما غطاهم والفاعل هو الله تعالى أو ما غشاهم أو فرعون لأنه الّذي ورطهم للهلاك.
(وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى) أي أضلهم في الدين وما هداهم وهو تهكم به في قوله (وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ) أو أضلهم في البحر وما نجا.
(يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى)(٨٠)
(يا بَنِي إِسْرائِيلَ) خطاب لهم بعد إنجائهم من البحر وإهلاك فرعون على إضمار قلنا ، أو للذين منهم في عهد النبي عليه الصلاة والسلام بما فعل بآبائهم. (قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ) فرعون وقومه. (وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ) بمناجاة موسى وإنزال التوراة عليه ، وإنما عد المواعدة إليهم وهي لموسى أوله وللسبعين المختارين للملابسة. (وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى) يعني في التيه.