التي خصها للخليفة الثاني. ففصل في ذكره ، وقطعة من أخباره ذكر فيه فقرا من مكاتباته ورسائله وخطبه ، ثم فصل في قتله وثناء المسلمين عليه ، ويلحقه بأربعة فصول تخص الخليفة عثمان ثم ستة فصول أخرى تخص الإمام علي وختمه بفصل عن تسليم الحسن الأمر إلى معاوية ليختم الباب بعده بفصل في لمع من أقوال الصحابة وأخبارهم. كل هذه الأقوال والأخبار التاريخية اختارها الثعالبي لما تضمنته من كلام مقتبس من القرآن الكريم.
ومن الواضح أنه تتبع في هذه الأبواب الأربعة منهجا لعلنا نستطيع وصفه بأنه منهج ديني إذ اختار موضوعاته حسب أهميتها من الناحية الدينية فبدأه بذكر الله تعالى وصفاته ثم بذكر النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم عترته الزكية ثم باب في الصحابة رتبهم كما قلنا حسب دورهم وتسلسلهم التاريخي ،
وأما الباب الخامس فإنه يبدأ في ذكر الأنبياء عليهمالسلام وغيرهم ممن نطق القرآن بأخبارهم ، وما اقتبس الناس من فنون أغراضهم في قصصهم. وقد قسم هذا الباب إلى فصول تتبع فيها ذكر الأنبياء بمسار تاريخي حيث يبتدأ بفصل في الاقتباس من قصة آدم عليهالسلام ، ثم في ذكر قصة نوح ، وفصل في الاقتباس من قصة إبراهيم عليهالسلام ، وفصل في الاقتباس من قصة يعقوب ويوسف عليهماالسلام.
وبعد موضوع الأنبياء يختار الثعالبي الباب السادس في ذكر فضل العلم والعلماء ويقع في عشرة فصول مترابطة مع موضوع الباب الرئيس.
أما الباب السابع فهو في ذكر الأدب والعقل والحكمة والموعظة الحسنة. ويعطي هذا الباب مفتاحا للثعالبي في تفرع الأبواب التي تليه حيث يعدد في الباب الثامن محاسن الأخلاق والخصال إذ يدرجها في تسعة عشر فصلا. ويليه الباب التاسع حيث يتناول فيه عكس هذه الخصال وهو في ذكر معائب الأخلاق وذم الغاغة والسقّاط والجهال. ويقع في ثلاثة عشر فصلا.
أما الباب العاشر فإنه يركّب فيه بعض الصفات الواردة في البابين السابقين. أعني أنه خصه لذكر أنواع من الأضداد والأعداد وقسمه إلى ثمانية فصول : فصل في ذكر الغنى والفقر وآخر في فضل المال والسعي في كسبه وذكر التجارة واعتماد الصنعة ، ثم فصل في