الباب الثاني عشر
في ذكر الطعام والشراب
قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (١).
وقال عزّ ذكره : (لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) (٢).
وحضر أبو العيناء مائدة ، فقدمت فالوذجة غير صادقة الحلواء.
فقال : هذه عملت قبل ان أوحى ربك إلى النحل (٣) ، إذ (٤) ليس فيها عسل.
وكان شعبة (٥) يقول :
لو علم الله للنفساء طعاما خيرا من التمرة ، لأطعمه مريم عليهاالسلام (٦).
وقال أبو شراعة (٧) في التين :
يا تين يا سيّد الفواكه يا |
|
أطيب (٨) ما يجتنى من الشجر |
قدّمك الله في الكتاب على |
|
الزيتون في آية من السور (٩) |
__________________
(١) البقرة : ١٧٢.
(٢) المائدة : ٨٧.
(٣) إشارة إلى قوله تعالى : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) النحل : ٦٧.
(٤) في الأصل : (إن) تحريف.
(٥) شعبة بن الحجاج : من أئمة الحديث عالم بالأدب والشعر ، ولد ونشأ بواسط وتوفي بالبصرة سنة ١٦٠ ه راجع الحلية ٧ / ١٤٤.
(٦) إشارة إلى قوله تعالى : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) مريم : ٢٥. وفي تفسير الطبري ١٦ / ٧٢ عن عمرو بن ميمون أنه قال : ما من شيء خير للنفساء من التمر والرطب.
(٧) هو أحمد بن محمد بن شراعة شاعر بصري من شعراء الدولة العباسية عاش إلى أيام المتوكل ومدح المهدي ، جيد الشعر ، له رسائل وخطب جيدة ، راجع أخباره في الأغاني ٢١ / ٣٥ فما بعدها ، وطبقات الشعراء : ٣٧٥.
(٨) في الأصل : (ما أطيب).
(٩) إشارة إلى قوله تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ) التين : ١ ، ٢.