والرواسى نوعان :
جبال نارية : وهذه ترسو طافية على سائل لزج كثيف موجود فى رداء الأرض تحت القشرة كالسفينة تطفو فوق ماء البحر.
والنوع الآخر جبال رسوبية : تعتمد فى تكوينها على ما تلقيه الأنهار من رواسب فى المياه الضحلة كمياه شواطئ البحار حتى إذا تراكمت إلى الحد الذى قدره الله وتماسكت بالتضاغط رفعها سبحانه وتعالى جبالا شاطئية بأمره ، وبهذا فهى تشبه أيضا السفينة الراسية على الميناء.
وبهذا فإن الفعل جعل فى الآية يشمل النوعين من الجبال (الرواسى) النارية والرسوبية للتشابه بينها وبين السفن الراسية فى عرض البحر ، والراسية على الميناء على الترتيب ، ويؤكد ذلك قوله تعالى فى سورة النازعات :
(وَالْجِبالَ أَرْساها) (٣٢) (النازعات)
والفعل أرسى منطبق على الجبال النارية الطافية والجبال الرسوبية على الشاطئ ، وهذه الأخيرة يخصها الله فى القرآن الكريم بالفعل ألقى (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) (النحل : ١٥).
(وَالْجِبالَ أَرْساها) (٣٢) (النبأ).
توصل العلم حديثا أن الجبال ليست هى الجزء المرتفع فوق سطح الأرض فقط ، والواضح لنا بالمشاهدة ولكن الجبال لها أيضا امتداد تحت سطح الأرض لها جذور تحت الأرض تمتد إلى الأغوار العميقة قد يصل إلى ٧٥ كيلومتر ، بينما أعلى قمة فوق سطح الأرض أقل من ٩ كيلومتر وهى قمة إفرست ٨٤٨ ، ٨ كيلومترا.
فقشرة الأرض اليابسة ترسيها الجبال كما ترسى الأوتاد الخيمة والجزء الأكبر من الوتد مدفون فى الأرض كذلك الجزء الأكبر من الجبال تحت الأرض.
توزيع الجبال على سطح الأرض :
لما كان سطح الأرض منصهرا سائلا فلو فرضنا أن الجبال وضعت فى بعض