ويدلّ على وجوب الإخلاص وترك الرياء أيضا قوله (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فان في تخصيص الاستعانة به تعالى دلالة على أنه يحرم أو يكره الاستعانة بغيره في العبادة بل
__________________
بالألفاظ الواردة في الحديث ثم نقل كلام ابى حيان في شرح التسهيل والإنكار على ابن مالك وتراه في كشف الظنون ج ١ ط مطبعة العالم في حرف التاء وانظر أيضا مقدمة البغدادي على خزانة الأدب
ويمتاز الشيعة الإمامية بكون جل أحاديثهم إلا ما قل وندر ولا أقل أكثرها منقولة عن الأصول المكتوبة والكتب المضبوطة فإنه قد كان من دأب أصحاب الأئمة عليهمالسلام انهم إذا سمعوا من أحدهم حديثا بادروا الى ضبطه وإثباته في أصولهم من غير تأخير لئلا يعرض لهم نسيان بعضه أو كله بتمادي الأيام
فما كان المكتوب فيه لمؤلفه عن المعصوم أو عمن سمع منه لا منقولا عن مكتوب كانوا يسمونه أصلا في مقابل ما كان منقولا عن مكتوب فيسمون ما نقل عن المكتوب أو ما كان مكتوبا معتمدا عندهم ولو لم يكن منقولا عن مكتوب بالكتاب
ويسمون ما اجتمع فيه أحاديث لا تنضبط في باب لقلته بان يكون واحدا أو متعددا لكن يكون قليلا جدا بالنوادر
ولم يتعين لنا في كتبنا الرجالية تاريخ تأليف هذه الأصول بعينه ولا تواريخ وفيات أصحابها تعيينا نعم نعلم إجمالا ان تاريخ جل هذه الأصول إلا أقل قليل منها كان في عصر الامام الصادق سواء كانوا مختصين به أو كانوا ممن أدرك أباه الإمام الباقر قبله أو ممن أدركوا ولده الامام الكاظم بعده
فانظر البحث في ذلك في الذريعة ج ٢ من ص ١٢٦ الى ص ١٦٧ وتعليق العلامة البهبهاني على منهج المقال ص ٧ ومشرق الشمسين ص ٨ والرواشح للمعلم الثالث المحقق الداماد الرشحة التاسعة والعشرين ص ٩٨ ورسالة أسامي أصحاب الأصول المطبوع بعد ضياء الدراية في ٤٧ صفحة للسيد ضياء الدين
والحاصل ان أحاديث الشيعة قد ضبطت وكتبت في الأصول والكتب والنوادر بعد السماع عن الامام عليهالسلام ثم جمعت ودونت في كتب الأحاديث المشهورة عندهم من الكتب الأربعة والوافي والبحار والوسائل ومستدرك الوسائل.
وعندئذ فبعد الاطمئنان بصحة السند الى الأصل أو الكتاب والاعتماد بصاحب الأصل والكتاب يحصل وثوق تام بكون اللفظ بعين ما تلفظ به الأئمة المعصومون. والأئمة عليهمالسلام