ى ـ لا يكره السّلام على المصلّى ، وبه قال ابن عمر ، وأحمد في رواية للأصل ولعموم قوله تعالى (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) قال في الذكرى (١) : روى البزنطيّ في سياق أحاديث الباقر عليهالسلام : إذا دخلت المسجد والنّاس يصلّون فسلّم عليهم ، وإذا سلّم عليك فاردد فإنّي أفعله ، وإنّ عمار بن ياسر مرّ على رسول الله وهو يصلّي فقال : السّلام عليك يا نبىّ الله ورحمة الله وبركاته ، فردّ عليهالسلام.
وظاهر الشّافعي الكراهة لأنّه كرّه السّلام على الامام حال الخطبة ، فحال الصّلاة أولى ، وهو رواية أخرى عن أحمد ، ونقل عن عطاء وجابر أيضا.
وفي الكنز : الأقوى عندي كراهية السّلام على المصلّي لأنّه ربّما شغله عن القيام بالواجب إذا ردّ أو ترك الواجب إذا لم يردّ ، وفيه نظر.
نعم بعض رواياتنا أيضا يتضمّن أنّه لا يسلّم على الرّجل وهو في الصلاة ، فلو حملت الكراهة على الأقل ثوابا لم يبعد ، ثمّ إذا سلّم عليه وهو في الصّلاة وجب عليه الردّ لفظا عند علمائنا ، وبه قال سعيد بن المسيّب والحسن البصريّ وقتادة ، وقال الشافعيّ : يردّ إشارة ، ومنع أبو حنيفة نطقا وإشارة ، وقال عطاء والنخعيّ والثّوريّ : يردّ بعد فراغه ، ونقله الجمهور عن أبى ذرّ.
لنا عموم الآية ، وما تقدّم من جوابه عليهالسلام لعمّار بن ياسر في الصّلاة ، وما في الكافي (٢) عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن الرّجل يسلّم عليه وهو في الصّلاة ، قال يردّ بقول سلام عليكم ، ولا يقول وعليكم السّلام ، فان رسول الله صلىاللهعليهوآله كان قائماً يصلّى فمرّ به عمّار بن ياسر فسلّم عليه عمّار ، فردّ عليه النبي صلىاللهعليهوآله هكذا ، وفي التهذيب (٣) لم يذكر سماعة.
__________________
(١) نقله في الوسائل في الباب ١٧ من أبواب قواطع الصلاة ح ٤ ص ١٢٦٧ المسلسل ٩٣١٤.
(٢) الكافي ج ١ ص ١٠٢ وهو في الوسائل الباب ١٦ من أبواب قواطع الصلاة ح ٤ ص ١٢٦٥ المسلسل ٩٣٠٦.
(٣) انظر التهذيب ج ٢ ص ٣٢٨ الرقم ١٣٤٨ وقد أوضحنا في تعاليقنا على مسالك الافهام ج ١ ص ٢٣٠ ان نسخة الكافي لعلها تكون أصح لأن عثمان بن عيسى لا ينقل عن ابى عبد الله وقد وصف الحديث في المرآت ج ٣ ص ١٣٧ بالموثق وقد أوضحنا في تعاليقنا على مسالك الافهام ج ١ ص ٢٣٠ ان الأقوى ضعف الحديث فراجع.