قائماً ، والمريض جالسا وعلى جنبه أي مضطجعا ، في المجمع : رواه علي بن إبراهيم (١) في تفسيره ولا تنافي بين التفسيرين ، لأنه غير ممتنع وصفهم بالذكر في هذه الأحوال وهم في الصلاة وهو قول ابن جريج وقتادة.
وفي الكافي (٢) عن علي عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً). قال : الصحيح يصلي قائماً (وَقُعُوداً) المريض يصلي جالسا (وَعَلى جُنُوبِهِمْ) الذي يكون أضعف من المريض الذي يصلّي جالسا ، وفي ذلك ردّ على أبي حنيفة حيث قال بأنه يستلقي ، وأما الشافعيّ فعلى ما ذهب إليه أصحابنا.
(وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
عطف على (يَذْكُرُونَ) فيدلّ على أن من كمال العقل وحسن البصيرة التفكّر في خلقهما.
والاستدلال به من جهة اختراع هذه الأجرام العظام ، وإبداع صنعتها وأوضاعها ، وما دبّر فيها مما تكلّ الافهام عن إدراك بعض عجائبه كما يعين عليه علم الهيئة والنجوم ، على عظم شأن الصانع وكبرياء سلطانه ، وجلال صفاته ، وكمال قدرته ، وعظيم حكمته قائلين :
(رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا) إشارة إلى السموات والأرض ، لأنها في معنى المخلوق كأنه قيل : ما خلقت هذا المخلوق العجيب باطلا وفي هذا ضرب من التعظيم ، أو إلى الخلق على أنّ المراد به المخلوق.
(باطِلاً) عبثا بغير حكمة ومصلحة (سُبْحانَكَ) تنزيها لك عن الباطل والعبث وجميع النقائص بل فيه حكم عظيمة ومصالح جليلة منها أن تجعلها مبدءا لوجود الإنسان بل أصناف الحيوان وسببا لمعاشهم ومساكن لهم وأدلّة للمكلفين علي
__________________
(١) المجمع ج ١ ص ٥٥٦.
(٢) الوسائل ج ٤ ص ٦٨٩ المسلسل ٧١١٥ الباب ١ من أبواب القيام.