عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ)
الرعد : ١٧
بين الله سبحانه وتعالى شبيهين بالحق هما الماء الصافي والمعدن الصافي ينتفع بهما وبين شبيهين للباطل هما زبد الماء وزبد المعادن المذابة لا نفع منهما فقال أنزل من السماء مطرا فسالت أو دية بمقدارها في الصغر والكبر فحمل الماء زبدا عاليا على وجه الماء يسمى غثاء.
ومن بعض المعادن التي يوقد الناس عليها في النار كالذهب والفضة والنحاس والرصاص لعمل حلية أو متاع ينتفع به كالأواني وغيرها زبد مثل زبد الماء في كونه عاليا فوق سوائل المعادن المصهورة يسمى خبثا كهذا المذكور من الماء وزبده والمعدن وزبده (معلومات كيميائية حديثة).
بين الله للناس الحق والباطل فالحق كالماء الصافي والمعدن الصافي والباطل كالزبد الصافي والذي لا ينتفع به فأما الزبد الناشئ عن السيل والمعادن فيذهب مرميا به. وأما ما ينفع الناس من الماء والمعادن فيبقى في الأرض للنفع.
كهذين المثلين في الجلاء والوضوح يبين الله الأمثال للناس فيبصرهم بالخير والشر.
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) الرعد : ٤١
أثبت علم الجيولوجيا حديثا أن الأرض مفرطحة عند قطبيها تفرطحا بسيطا جدا مما يعطيها شكل البيضة ويفسر العلماء هذا التفرطح بأن الأرض كانت لينة ساخنة عند نشأتها وأن دورانها حول نفسها جعل كرة العجين تبرز قليلا عند بطنها (خط الاستواء) وتتفرطح عند قطبيها وذلك لأن القوة الطاردة المركزية أكبر ما يمكن عند البطن وتقل حتى تصل إلى الصفر عند القطبين وقد ظل التشكيل مستمرا حتى بردت الأرض وأصبح القطر عند القطبين أقل من الفطر عند خط الاستواء بحوالي ٤٣ كيلومتر.