(وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ)
الحجر : ٢٢
من المعروف أن الرياح تنقل حبوب اللقاح.
ولكن في هذه الآية أن الرياح لواقح ثم أنزل ماء من السماء وقد سبقت هذه الآية علم الكهرباء الجوية وهو من العلوم الحديثة حيث تقوم الرياح بتلقيح السحب بواسطة مدها بنوى التكاثف وتلقيحها كهربيا بالجمع بين نوعي الكهربية الموجبة والسالبة الموجودين في السحب وإحداث تفريغ كهربي وما يصحبه من برق ورعد.
أي : أن لفظ لواقح هنا تشير إلى تلاقح السحاب كهربيا.
أي : أن التلقيح هنا بين قطيرات وقطيرات أو بين سحاب وسحاب وهذا هو ما يؤكد سياق الآية من نزول الماء نتيجة لتلقيح السحب.
كما ثبت في العلم حديثا أن للمطر دورة مائية تبدأ بتبخر المياه من سطح الأرض والبحر ثم تعود إليه ثانية.
فإذا ما نزل المطر استقى منه كل حي على الأرض كما تستقى منه الأرض نفسها ولا يمكن التحكم فيه لأنه بعد ذلك يتسرب من الأحياء ومن الأرض إلى التبخر ثم تبدأ الدورة ثانية بالتبخر وهكذا دواليك.
ومن هذا نستبين معنى الآية في قوله تعالى : (وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ) (٢٢)
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) الحجر : ٢٦
الصلصال والحمأ صور من الطين تتفق معه في التركيب لأنها تتكون كيميائيا من عناصر التربة مضافا إليها الماء وهي المادة التي يتكون منها الإنسان كما ذكر في الآيات المختلفة من القرآن الكريم.