لا يكاد يتصوره عقل وأن جميع أجرام السماء ومحتوياتها بما فيها المجموعة الشمسية ومنها الأرض كانت مكدسة تكديسا شديدا في كرة لا يزيد نصف قطرها على ثلاثة ملايين ميل وحدث لهذا السائل النووي انفجار عظيم انتشرت بسببه مادة الكون مكونة مختلف أجرام السماء المختلفة المنفصلة بما فيها المجموعة الشمسية التي منها الأرض.
كما تقرر هذه الآية حقيقة علمية أثبتها أكثر من فرع من فروع العلم.
فقد أثبت علم الخلية أن الماء هو المكون الهام في تركيب مادة الخلية وهي وحدة البناء في كل كائن حي نباتا كان أم حيوانا.
وأثبت علم الكيمياء الحيوية أن الماء لازم لحدوث جميع التفاعلات والتحولات التي تتم داخل أجسام الأحياء. فهو إما وسط أو عامل مساعد أو داخل في التفاعل أو ناتج عنه.
وأثبت علم وظائف الأعضاء أن الماء ضروري لقيام كل عضو بوظائفه التي بدونها لا تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماتها.
(وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ)
الأنبياء : ٣١
لما كان باطن الأرض منصهرا سائلا فلو فرضنا أن الجبال وضعت في بعض نواحي الكرة الأرضية كأنها صخور هائلة مرتفعة فإن ثقلها قد يؤدي بالقشرة الأرضية أن تميد أو تتصدع لذلك جعل الله سبحانه وتعالى الجبال رواسي أي : ذات جذور ممتدة في داخل القشرة الأرضية إلى أعماق كبيرة تتناسب مع ارتفاعها (الجزء الأسفل من الجبل تحت سطح الأرض أضعاف الجزء الموجود فوق سطح الأرض) فالجبال كأنها أوتاد.
كما جعل كثافة هذه الارتفاعات والجذور أقل من كثافة القشرة الأرضية المحيطة بها كل ذلك حتى يتوزع الضغط على القشرة العميقة بحيث يكون مساويا