خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ)
المؤمنون : ١٢ ـ ١٤
تذكر هذه الآية أولا أن خلق الإنسان من طين ومعنى ذلك أنها حددت المادة التي خلق منها الإنسان وهي الطين ، والطين موجود في كل مكان في الأرض. وقد أخذ العلماء الطين وحللوه فوجدوا أنه يتكون من ثمانية عشر عنصرا منها الحديد والبوتاسيوم والماغنسيوم وغير ذلك من العناصر ثم درسوا جسم الإنسان فوجدوا أنه يتكون من نفس هذه العناصر وهي الثمانية عشر عنصرا التي يتكون منها الطين.
وهكذا جاءت الحقيقة الأولى حقيقة مشاهدة عملية لا تخضع للجدل.
ثم بدأ القرآن في وصف خلق الإنسان في بطن أمه فتقول الآية الكريمة : (ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ) والقرار المكين هو رحم الأم.
(ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً)
قال الدكتور كيث إل مور وهو كندي من أشهر علماء العالم في علم الأجنة ورئيس قسم التشريح والأجنة بجامعة تورنتو بكندا ورئيس الاتحاد الأمريكي الكندي لعلماء الأجنة والحائز على الجائزة الأولى في العالم عن كتابه عن علم الأجنة والتي تعطي لأحسن كتاب ألفه مؤلف واحد.
قال أن الجنين عند ما يبدأ في النمو في بطن أمه يكون شكله مشابه للعلقة أو الدودة وعرض صورة بالأشعة لبداية خلق الجنين ومعها صورة للعلقة فظهر التشابه واضحا بين الاثنين ولما قيل له أن العلقة معناها الدم المتجمد ذهل وقال أن ما ذكر في القرآن ليس وصفا دقيقا فقط لشكل الجنين الخارجي ولكنه وصف دقيق لتكوينه ذلك أنه في مرحلة العلقة تكون الدماء محبوسة في العروف الدقيقة في شكل الدم المتجمد.
(فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) فالقرآن جاء بالوصف الدقيق فعند ما عرضت صورة بالأشعة المأخوذة للجنين وهي في مرحلة المضغة وصورة قطعة من الصلصال أو