فإذا غصنا في أعماق البحر تختفي هذه الألوان واحدا بعد الآخر واختفاء كل لون يعطي ظلمة فالأحمر يختفي أولا ثم البرتقالي ثم الأصفر ، وهكذا كل لون يختفي يعطي جزءا من الظلمة حتى تصل إلى الظلمة الكاملة.
أما قوله تعالى : (مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ) فقد ثبت علميا أن هناك فاصلا بين الجزء العميق من البحر والجزء العلوي وأن هذا الفاصل مليء بالأمواج فكان هناك أمواجا على حافة الجزء العميق المظلم من البحر.
وهذه لا نراها وهناك أمواج على سطح البحر وهذه نراها فكأنها موج من فوقه موج وهذه حقيقة علمية مؤكدة ذكرها القرآن وتوصل إليها العلم حديثا.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ (٤٣) يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ) (٤٤)
النور : ٤٣ ، ٤٤
الودق : قطرات الماء الكبيرة
لا يعرف التشابه بين السحب والجبال إلا من يركب طائرة تعلو فوق السحاب فيراها من فوقه كأنها الجبال والآكام.
تتناول هذه الآية الكريمة مراحل تكوين السحب الركامية وخصائصها وما عرف أخيرا من أن السحب الممطرة تبدأ على هيئة وحدات يتألف عدد منها في مجموعات هي السحب الركامية أي السحب التي تنمو في الاتجاه الرأسي وترتفع قممها إلى علو ١٥ ـ ٢٠ كيلومتر فتبدو كالجبال الشامخة.
كما أن هذه السحب هي وحدها التي تجود بالبرد وتشحن بالكهرباء وقد يتلاحق حدوث البرق في سلسلة تكاد تكون متصلة حوالي ٤٠ تفريفا في الدقيقة الواحدة فيذهب بصر الراصد من شدة الضياء وهذا ما يحدث للملاحين والطيارين الذين يخترقون عواصف الرعد في المناطق الحارة وينجم عن ذلك فقد البصر كما