فلا بد أن يكون ذلك قد حدث ساعة الخلق فأوجد الليل والنهار خلفة على الأرض فإنه في ساعة البداية وجد الليل والنهار معا بحيث أصبح كل منهما خلفة للآخر فلم يأت النهار أولا ثم خلفه الليل لأنه في هذه الحالة لا يكون النهار خلفة بل يكون بداية ولم يأت الليل أولا ثم يخلفه النهار لأنه في هذه الحالة لن يكون الليل خلفة بل يكون بداية.
ولا يمكن أن يكون الليل والنهار كل منهما خلف للآخر إلا إذا وجدا معا.
ونحن نعلم أن الليل والنهار يتعاقبان علينا ولو أن الأرض ثابتة لا تدور حول نفسها ووجد الليل والنهار معا ساعة الخلق فلن يكونا خلفة ولن يخلف أحدهما الآخر بل يظل الوضع ثابتا كما حدث ساعة الخلق ، ولكن لكي يأتي الليل والنهار يخلف كل منهما الآخر فلا بد أن يكون هناك دوران للأرض لتحدث حركة تعاقب الليل والنهار.
إذن هذه العبارة القرآنية الموجزة تحمل معنيان كروية الأرض ودورانها حول نفسها.
سورة النمل
(وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ)
النمل : ٨٨
اكتشف العلم حديثا حركة الأرض حول نفسها كما تتحرك حول الشمس بسرعة ٣٠ كيلومتر في الثانية. والأرض تحمل الجبال.
والعين تتخيل أن الجبال جامدة بينما هي تمر مر السحاب ولما ذا يشبه الله سبحانه وتعالى حركة الجبال بحركة السحب؟ ذلك لأن السحب ليست ذاتية الحركة فهي لا تتحرك من مكان لآخر بقدرتها الذاتية بل تتحرك بقوة تحرك الريح ولو سكن الريح لبقيت السحب في مكانها بلا حركة وكذلك الجبال ليس لها حركة ذاتية أي أنها لا