سورة فاطر
(وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ) (٩)
فاطر : ٩
الرياح تتبع في سيرها قواعد معينة تؤدي إلى توزيعها على الأرض بطريقة خاصة تعرف بالدورة العامة للرياح وفي معظم الأحيان تكون الرياح بشرى بالمطر.
وكلمة تثير في هذه الآية تشير إلى أثر الرياح في تكوين السحاب ومن معاني الإثارة في اللغة الظهور وبهذا فإن الرياح تظهر السحاب ثم يسوقه الله حيث يشاء.
وأما قوله تعالى كذلك النشور فهو إشارة إلى إخراج الموتى وبعثهم أحياء يوم القيامة حيث يمثل ذلك الاحياء للأرض بمياه المطر وإخراج النبات منها بعد موتها.
(لَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ) (٢٧)
فاطر : ٢٧
جدد : ذات طرائق وخطوات مختلفة الألوان.
غرابيب سود : متناهية في السواد كالأغربة.
ليس الإعجاز العلمي في هذه الآية الكريمة هو التنويه فقط بما للجبال من ألوان مختلفة ترجع إلى اختلاف المواد التي تتألف منها صخورها من حديد يجعل اللون السائد أحمر أو منجنيز أو فحم يجعله أسود أو نحاس يجعله أخضر والجبال البيضاء تتكون أساسا من الطباشير والحجر الجيري. ولكن الإعجاز هو الربط بين إخراج ثمرات مختلفة الألوان يروي شجرها بماء واحد وخلق جبال حمر وبيض وسود يرجع أصلها إلى مادة واحدة متجانسة التركيب أصلها من باطن الأرض ويسميها علماء الجيولوجيا بالصهارة وهذه الصهارة الواحدة عند ما تنبثق في أماكن مختلفة من الأرض وعلى أعماق مختلفة من السطح يعترى تركيبها الاختلاف فتتصلب آخر الأمر في كتل أو جبال مختلفات المادة والألوان.