(وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ)
والمعروف أن الجسيمات أو الذرات المضادة لا تستقر على الأرض لأنه لا يمكن الاحتفاظ بها في عالمنا المكون من المادة العادية.
والعلماء يعتقدون الآن أن الكون ربما قد نشأ من طاقة تحولت في البداية إلى نوعي المادة وبحيث يظل النوعين متباعدين ويحدث الزوال الفوري للكون كله عند ما تلتقي المادة والمادة المضادة وذلك بمشيئة الله.
(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)
يس : ٣٨
هذه الآية الكريمة تمثل إعجاز علميا رائعا للقرآن.
فالفعل تجري يعبر عن حركة واقعية أثبتها العلم الحديث للشمس التي اتضح أنها تنتقل في الفضاء وتجر معها بالجاذبية كواكبها التي تدور حولها.
والفعل يدل ليس فقط على حركة انتقالية ذاتية للشمس ولكن يدل أيضا على عظم تلك الحركة لأن الجري طبعا أدل على السرعة من المشي أو السير وقد تمكن العلماء من تحديد سرعة هذه الحركة للشمس ومعها النظام الشمسي بحوالي ١٩ كيلومتر / ث في الفضاء الكوني نحو نقطة في كوكبة هرقل كما أن الشمس تجري ومعها مجموعتها الشمسية بسرعة فائقة تبلغ ٢٢٠ كيلومتر / ث حول مركز مجرتنا (سكة التبانة).
وبهذا فإن الشمس تسبح في فلك دائري خاص بها حول مركز المجرة.
أما الشطر الثاني من الآية وهو عبارة (لِمُسْتَقَرٍّ لَها) فمن الواضح أن هذا المستقر الذي ينتهي إليه جرى الشمس أمر من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله العزيز العليم الذي قدر هذا الجري على هيئة ينتهي إلى غايته إذ هو فيما يبدو يشير إلى وفاة الشمس حين تستهلك وقودها.
(وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)
يس : ٣٩
يمكن تلخيص منازل القمر كما يلي خلال شهر عربي كامل الهلال الجديد في