التقطت بالأقمار الصناعية ظهر كل بحر بلون مختلف فبعضها أزرق وبعضها أسود وبعضها أصفر وذلك باختلاف درجات الحرارة في كل بحر عن الآخر. وقد التقطت هذه الصور بالأشعة تحت الحمراء وبالأقمار الصناعية من سفن الفضاء وظهر خط أبيض رفيع يفصل بين كل بحر وبحر.
(يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ (٣٣) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٤) يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ) (٣٥)
الرحمن : ٣٣ ، ٣٥
ثبت حتى الآن ضخامة المجهودات والطاقات المطلوبة للنفاذ من نطاق جاذبية الأرض وحيث اقتضى النجاح الجزئي في زيارة الفضاء لمدة محدودة جدا بالنسبة لعظم الكون فقد وصل الإنسان للقمر ووصل بسفن الفضاء إلى المريخ بدون إنسان واحتاج ذلك لبذل الكثير من الجهود العلمية الضخمة في شتى الميادين الهندسية والرياضية والفنية والجيولوجية فضلا عن التكاليف الهائلة المادية التي أنفقت في ذلك وما زالت تنفق وغير ذلك الزمن الطويل جدا اللازم للوصول إلى كواكب المجموعة الشمسية.
فما هو الحال وأن أقرب نجم يبعد عن الأرض بمقدار ٣ ، ٤ سنة ضوئية بينما آخر حدود الكون المرئي يبعد ٣٥ مليار سنة ضوئية ، وذلك يدل دلالة قاطعة على أن النفاذ المطلق من أقطار السموات والأرض مستحيل ويحذرنا الله سبحانه وتعالى من خطورة هذا النفاذ بقوله تعالى : يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران.
فمن المعروف أن قذف النحاس ببروتونات سريعة ينتج ما يسمى بالبروتون المضاد (السالب) في المعامل النووية وحيث أن البروتونات السريعة والنحاس (شواظ النار والنحاس) متوافران في الأشعة الكونية فإن احتمال تولد البرتون المضاد في الفضاء الكوني قائم ومعنى هذا أن رائد الفضاء وسفينته معرضان للفناء الفوري بالتحول إلى أشعة جاما نتيجة لالتقاء البروتون الموجب بالروتون المضاد السالب.
(فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ)
الرحمن : ٣٧
الدهان : الجلد الأحمر.