كما أنه قد يتحمل العطش الكامل في قيظ الصيف أسبوعا أو أسبوعين يفقد أثناءهما أكثر من ثلث وزنه فإذا وجد الماء تجرع منه كمية هائلة يستعيد بها وزنه المعتاد في دقائق معدودة.
وقد كان يظن سابقا أن الجمل يختزن الماء في كرشه ولكن الواقع أنه يحتفظ به في أنسجة جسمه ويقتصد في استهلاكه غاية الاقتصاد فمن ذلك أنه لا يلهث أبدا ولا يتنفس من فمه ولا يصدر من جلده إلا أدنى العرق ، وذلك لأن حرارة جسمه تكون شديدة الانخفاض في الصباح الباكر ثم تأخذ في الارتفاع التدريجي أكثر من ست درجات قبل أن تدعو الحاجة إلى تلطيفها بالعرق والبخر وعلى الرغم من كمية الماء الهائلة التي يفقدها الجسم بعد العطش الطويل فإن كثافة دمه لا تتأثر إلا في حدود بسيطة ومن ثم لا يقضي العطش عليه.
وقد أثبت أن دهن السنام مخزن للطاقة يكفيه غوائل الجوع ولكنه لا يفيد كثيرا في تدبير الماء اللازم لجسمه وحقا (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) صدق الله العظيم
(وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) (٢٠)
الغاشية : ١٨ ـ ٢٠
جاء ذكر الجبال بعد السماء وقبل الأرض لما بين رفعة السماء وارتفاع الجبال من تناسب. وما بين نصب الجبال وبسط الأرض من تقابل.
فأي سر علمي وراء رفع الجبال عن سطح الأرض وأي حكمة في خفض سطح الأرض عن سطح الجبال؟
أثبت العلماء أن الجبال تكونت من صخور تصنعها تحركات حدثت بالقشرة الأرضية نتيجة لضغوط هائلة نشأت وتنشأ في طبقات هذه القشرة في شتى الاتجاهات.
وهذه الضغوط تنشأ من تحول الطاقة الحرارية المختزنة في باطن الأرض إلى طاقة