الوضوء (١).
وليست الآية منساقة لتعليم شئ من ذلك (٢). وتكلف ذلك ـ لتخرج الآية عن دلالتها على المسح ـ خبط بغير ضبط.
وأما سادسا : فلأن ما ذكره من أنن فائدة العطف على الوجه المذكور التنبيه على وجوب الاقتصاد في صب الماء عليها (٣). فرية بلا مرية. وكأنه صدر (٤) عمن لا خبر له عن الشرع ، ولا عن أهله.
وأي حديث عن رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، أو أثر عن الصحابة ، أو تابعيهم (٥) ، أو قول للفقهاء الأربعة (٦) ، ومن يحذو حذوهم ، يدل على وجوب الاقتصاد في صب الماء على الأرجل؟ (سبحانك هذا بهتان عظيم) (٧) ، (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم) (٨).
__________________
٢٩٠ ، شذرات الذهب ٧ / ٢٩٧ ، هدية العارفين ٦ / ٢٠١.
(١) فتح القدير للعاجز الفقير (في شرح الهداية للمرغيناني) لابن همام الحنفي ١ / ٣١ ـ ٣٢ في آداب الوضوء من كتاب الطهارة ، قبيل فصل نواقض الوضوء بالضبط.
(٢) لانحصار مدلولات الآية في تعيين ما يغسل ، وما يمسح من أعضاء الوضوء ، ولا علاقة لها بشئ من ذلك.
(٣) تقدم كلام الزمخشري في ص ٣٧٦ من هذه الرسالة.
(٤) في م : صد بدلا عن صدر.
(٥) في ر : أو عن تابعيهم.
(٦) في الواقع هم ثلاثة : مالك بن أنس (ت ١٧٩ ه) ، وأبو حنيفة (ت ١٥٠ ه) ، والشافعي (ت ٢٠٤ ه) ، وأما أحمد بن حنبل (ت ٢٤٠ ه) فليس بفقيه ، بل هو محدث ولهذا لم يذكره الطبري في كتابه اختلاف الفقهاء ، لكنه ألحقه أتباعه بالفقهاء ، فصار رابعا على كل حال!!! (٧) سورة النور ٢٤ : ١٦.
(٨) سورة الأنعام ٦ : ١٤٤.