وأما (حور عين) فجرها [حمزة ، والكسائي] بالعطف على (جنات النعيم) (١). كأنه قال : في جنات وفاكهة ولحم طير وحور عين. كما يقال : فلان في أكل وشرب (٢) ، أو معطوف على (أكواب. فمعناه : ينعمون بأكواب وحور عين قال (٣) ذلك أبو علي الفارسي (٤) في كتاب الحجة في القراءة (٥) ، والبيضاوي في تفسيره (٦) ، وأكثر المفسرين (٧).
__________________
الخلاف ـ إن محصلي أهل النحو ومحققيهم نفوا أن يكونوا أعربوا بالمجاورة في موضع من المواضع ، وقالوا : الجر في (جحر ضب خرب) ، على أنهم أرادوا : خرب جحره ، وكبير أناس في بجاد مزمل كبيره ، ويجري ذلك مجرى : مررت برجل حسن وجهه. انتهى.
وقوله (قدسسره) : وكبير أناس ... إلى آخره. أراد به قول امرئ القيس في معلقته وهو في ص ٦٢ من ديوانه ، وقد تقدم نصه في آخر الوجه السابع من هامش رقم ٤ ص ٤١٢ ، وموضع الشاهد فيه عند من احتج به على الجر بالجوار هو أن (مزمل) صفة إلى (كبير) المرفوع ، ولكنها كسرت لمجاورتها (بجاد) وقيل ل : (أناس) ، وقد نقل الأستاذ الكعبي في تحقيق رسالة القول المبين عن وجوب مسح الرجلين المنشورة في تراثنا العدد / ١٩ ص ٢٠٤ هامش رقم ٣١ عن جملة من العلماء بأن أبا علي الفارسي جعل (مزملا) صفة حقيقية ، ومعه فلا دليل في البيت على الجر بالجوار ، على أن اللبس مرتفع في البيت على تقدير المحتج به ، وليست الآية كذلك.
(١) سورة الواقعة ٥٦ : ٢١.
(٢) في م : في الأكل والشرب.
(٣) في م : كما قال.
(٤) هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار ، أبو علي الفارسي ، ولد سنة ٢٨٨ ه ، وقدم بغداد شابا ، وسكن طرابلس مدة ، واتصل بسيف الدولة ، وكان أبو الفتح ابن جني أحد تلامذته ، له : كتاب الحجة للقراء السبعة ، والإيضاح ، والتكملة ، وغيرها مات ببغداد سنة ٣٧٧ ه.
فهرست ابن النديم : ١٢٩ من المقالة الثانية آخر الفن الأول ، الكامل في التاريخ ٩ / ٥١ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٧٩ رقم ٢٧١ ، العبر ٣ / ٤ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٣٧٦.
(٥) الحجة للقراء السبعة ـ لأبي علي الفارسي ـ ٦ / ٢٥٧ ، وفي م : في كتاب الحجة والقراءة.
(٦) أنوار التنزيل وأسرار التأويل ٢ / ٤٤٧.
(٧) كالنحاس في إعراب القرآن ٤ / ٣٢٧ ـ ٣٢٨ ، وابن الجوزي في زاد المسير ٨ / ١٣٧ ، والرازي في التفسير الكبير ٢٩ / ١٥٤.