المرسل لغة واصطلاحا :
أصل المرسل في اللغة : الإطلاق وعدم المنع ، مأخوذ من قولهم : كان لي طائر فأرسلته ، أي : خليته وأطلقته ، وأرسلت الكلام إرسالا : أطلقته من غير تقييد (١). ومنه قوله تعالى : (إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين) (٢) ، أي : مطلقا.
ولعله ـ كما قيل ـ مأخوذ من إرسال الدابة ، بمعنى رفع القيد والربط عنها ، فكأن المرسل ـ بإسقاطه الراوي ـ رفع الربط الحاصل بين رجال السند (٣).
وقد يكون مأخوذا من قولهم : جاء القوم إرسالا ، أي متفرقين ، لأن بعض الإسناد منقطع عن بقيته (٤).
وقد يفيد الإرسال لغة معنى الإسراع ، كقولهم : ناقة مرسال ـ والجمع مراسيل ـ أي : سريعة السير (٥) ، فكأن المرسل أسرع في إيراد متن الحديث ولم يكترث بإسناده.
ومع هذا يبقى (الإطلاق) هو الأولى والأنسب ، مع قربه من معنى الإرسال على مصطلح الفريقين ـ كما سيأتي ـ وفيه دلالة على انحدار مصطلح (المرسل) عن أصله اللغوي.
__________________
(١) لسان العرب ٥ / ٢١٥ ، المصباح المنير ١ / ٢٢٦ ، أقرب الموارد ١ / ٤٠٤ ، مادة «رسل».
(٢) سورة مريم ١٩ : ٨٢.
(٣) مقباس الهداية ـ للشيخ عبد الله المامقاني ـ ١ / ٣٣٨.
(٤) النكت على كتاب ابن الصلاح ـ لابن حجر العسقلاني ـ : ١٩٨.
(٥) لسان العرب ٥ / ٢١٣ مادة «رسل».