والنصب ياءً ونوناً»(١).
وعبّر السيرافي (ت ٣٦٨ هـ) وعبـد القاهر الجرجاني (ت ٤٧١ هـ) ومن بعدهما(٢) ، بلفظ «المفرد» حتّى استقرّ عنواناً للمعنى الاصطلاحي.
قال ابن بابشاذ : من الاَسماء «نوع يدخله الرفع والنصب والجرّ والتنوين ، وذلك كلّ اسم مفرد صحيح منصرف ، وقولنا : (مفرد) احتراز من التثنية والجمع ... ما خلا جمع التكسير؛ فإنّ إعرابه كإعراب الاَسماء المفردة»(٣).
وقال الجرجاني : «والاَعداد تميّز على ثلاثة أوجه ، أحدها : أن تضاف ... إلى مفرد ، نحو : مئة درهم»(٤).
ويلاحظ أنّ النحاة لم يعنـوا بتعريف المفرد بهذا المعنى ، وأنّه ما دلّ على واحد أو واحدة ، ولعلّه لكونه واضحاً ، بقرينة مقابلته للمثنّى والجمع.
وأمّا المفرد بالمعنى المقابل للمضاف والشبيه به ، فهو شامل للمفرد بالمعنى الاَوّل ولِما يقابله من المثنّى والجمع ، ومن موارد استعمالهم له بهذا المعنى قول سيبويه : «إذا لقّبت المفرد بمضاف والمضاف بمفرد ، جرى أحدهما على الآخر كالوصف ... وذلك قولك : هذا زيدٌ وزن سبعةٍ ، وهذا عبدالله بطةُ»(٥).
____________
(١) المقتضب ، المبرّد ، تحقيق محمّـد عبـد الخالق عضيمة ١/١٩٣.
(٢) أ ـ أسرار العربيّة ، ابن الاَنباري ، تحقيق فخر صالح قدّارة : ٥٣ و ٦٥.
ب ـ الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : ١٥٥.
ج ـ شرح جمل الزجّاجي ، ابن عصفور ، تحقيق صاحب أبو جناح ٢/٤٤٤.
(٣) شرح المقدّمة المحسبة ، ابن بابشاذ ، تحقيق خالد عبـد الكريم ١/١٠٠.
(٤) الجمل ، عبـد القاهر الجرجاني ، تحقيق علي حيدر : ٣٠.
(٥) كتاب سيبويه ٣/٢٩٥.