ولامحلّ للجملة الواقعة بعد «حتّى» الابتدائيّة.
وقد يكون الموضع صالحاً لأقسام «حتى» الثلاثة كقولك : «أكلت السمكة حتى رأسها» فلك أن تخفض على معنى «إلى» وأن تنصب على معنى الواو ، وأن ترفع على الابتداء ، وأوجب البصريون حينئذ أن تقول : مأكول؛ لأن في الرفع مع حذف الخبر تهيئة العامل للعمل مع قطعه عنه. وقد روي بالأوجه الثلاثة قوله (١) :
٩٨ ـ عمَمْتَهُم بالنَدى حتّى غُواتهم |
|
فَكُنتَ مالِكَ ذي غَيّ وذي رَشَدِ |
وإذا قلت : «قام القوم حتى زيد قام» جاز الرفع والخفض دون النصب وكان لك في الرفع أوجه ، أحدها : الابتداء ، والثاني : العطف ، والثالث : إضمار الفعل ، والجملة التي بعده خبر على الأول ، ومؤكدة على الثاني ، كما أنها كذلك مع الخفض ، وأمّا على الثالث فتكون الجملة مفسّرة.
(حيث)
حيث وطيّئ تقول : «حوث» وفي الثاء فيهما : الضمّ تشبيهاً بالغايات؛ لأنّ الإضافة إلى الجملة كلا إضافة؛ لأنّ أثرها ـ وهو الجرّ ـ لا يظهر (٢) ، والكسر على أصل التقاء الساكنين ، والفتح ، للتخفيف.
__________________
١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٣/١٣٢ ، لم يسمّ قائله.
٢ ـ وفيه نظر ؛ لاقتضائه أنّ الإضافة إلى المفرد المبني كلا إضافة ، وعلّل المحقق الرضي قدس سره بعلّة اخرى وهي : أن المضاف إليه في الحقيقة هو المصدر الذي تضمنته لانفس الجملة. راجع شرح الكافية : ٢/١٠٣.