وهذا كلّه يتخرج إمّا على التعلق بمحذوف كما قيل في اللام في «سقياً لك» وإمّا على حذف مضاف ، أي : أمسك على نفسك ، واضمم إلى نفسك.
(عن)
على ثلاثة أوجه :
أحدها : أن تكون حرفاً جاراً وجميع ما ذكر لها عشرةُ معان :
أحدها : المجاوزة ، كقول الإمام الحسين (عليه السلام) : «يا هذا كفّ عن الغيبة فإنها إدام كلاب أهل النار» (١) وقول الكميت :
١٣٢ ـ وغاب نبي الله عنهم وفقده |
|
على الناس رُزْءٌ ما هناك مجلّل (٢) |
وقولك : «رميت السهم عن القوس». وذكر لها في هذا المثال معنى غير هذا ، وسيأتي.
الثاني : البدل ، نحو : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزي نفسٌ عن نَفْس شَيْئاً) (البقرة /٤٨) وفي الحديث النبويّ : «فصومي عن اُمّكِ» (٣).
الثالث : الاستعلاء ، نحو : (فَإنّما يَبْخَلُ عَنْ نَفسِهِ) (محمد /٣٨).
الرابع : التعليل ، نحو : (وَما كانَ استِغفارُ إبراهيمَ لأبِيهِ إلا عَنْ مَوْعِدَة) (التوبة/١١٤) (وَما نَحْنُ بِتارِكى آلِهَتنا عَنْ قَوْلِك) (هود/٥٣) ويجوز أن يكون حالاً من ضمير «تاركي» ، أي : ما نتركها صادرينَ عن قولك ، وهو رأي
__________________
١ ـ تحف العقول : ١٧٦.
٢ ـ الغدير : ٢/١٩٢.
٣ ـ صحيح مسلم : ٢/٨٠٤.